فوزية الجار الله
مابين الصحو حيناً والغفوة أحياناً أخرى، إما طلباً للراحة أو الاستغراق فيما أجد فيه نفعاً وجدوى، مابين اليقظة والنوم، الوعي وماهو ضده..
فجأة بدأت عاصفة الحزم، وقد كنت غارقة أصارع عواصف خاصة، كنت في الأيام الأخيرة من رحلة خارج الوطن حين كنت أتابع تبعات الانفجارات في اليمن الذي ذهب ضحيتها العشرات، أكثر من مائة شهيد على أيدي الحوثيين وأنصار علي صالح، هم شهداء بما أنهم مسلمون مسالمون، ثم بدأت التعليقات والتحليلات السياسية على كافة القنوات التلفزيونية لما حدث ولما هو متوقع حدوثه، خلال الأصوات والأحاديث شرقاً وغرباً، هنا وهناك، أخذت أقلب القنوات وتتقلّب أمامي وعلى مرأى من عيني النوايا والأهداف، سمعت مسؤولاً يمنياً من الجانب الحوثي يتحدث قائلاً: إن هؤلاء هم الإرهابيون الذين ترسلهم السعودية إلينا..!!
كان تصريحاً جائراً خالياً من الحقيقة، ساءتني هذه الأحاديث وأصبحت بين نارين، رغبة في المعرفة ورفضا لهذا التزييف للحقائق! ثم فجأة وجدتني أصارع عاصفة أخرى (انفلونزا حادة) لا أعلم كيف تسللت إلي فجاة رغم كل المحاولات اليومية لمقاومة مثل هذه الأعراض من خلال تناول كل ما هو متعارف على قدرته في صد هجمات البرد، اشتدت عاصفة الحزم فجأة، بدأت الضربات وبدأ الصداع في رأسي بسبب الانفلونزا التي أشغلتني كثيراً عن متابعة مايحدث، أحياناً أقول لعلها رحمة من الله أن يبعدني قليلاً عن أحداث عاصفة وعن هموم لابد منها، فالحرب هي الحرب ولو كانت دفاعاً عن الحق والشرف والكرامة ولو كنت أنا في الجانب الذي لم يُعرف عنه صناعة الحرب ولا احترافها ولا الدسائس والمكائد، ولو كنت أنا في جانب الوطن الذي ولدت بين أحضانه ونهلت من حنانه، واحتواني حتى بلغت ذلك اليوم الذي لابد لي أن أشاركه أفراحه بمنتهى النضج والوعي، أتمنى مثلما يتمنى كثيرون أن تكون حرباً حازمة حاسمة تعيد الحق إلى نصابه والعقل والوعي لأولئك الذين فقدوهما، أتمنى أن تكون حرباً قصيرة تفتح الطريق للبناء والحب والسلام، فالتفاؤل يفتح الأبواب للأمل والأمل يفتح الطريق لمستقبل أجمل بإذن الله.
)) (أولئك الذين لايفقدون الأمل هم صانعو المستقبل) عبارة جميلة قرأتها، آمنت بها.. احتوتني واحتويتها، لا أعلم حقيقة متى ولا على أي سحابة كونية صادفتها؟