رقية الهويريني
ظهرت صورةٌ للوحة في أحد الشوارع القريبة من مصفاة النفط الكورية تحمل اسم وزير البترول السعودي (علي النعيمي). ويأتي قرار السلطات البلدية الكورية بتكريم الوزير النعيمي لإسهامه في رسم صورة مشرّفة لوطنه، وهو بمثابة التقدير من الجهات المعنية هناك لدور المملكة العربية السعودية الرائد في إنتاج وتصدير النفط، ولمكانتها في تشكيل الخريطة الاقتصادية للعالم.
والحق أن الوزير النعيمي يستحق أن تُسمي أمانات المناطق شوارعا باسمه، برغم أنه يستحق أكثر من اسم شارع، ولو سُميت إحدى مصافي النفط أيضا باسمه لكان جديرا بها. فهناك شارعان في الرياض باسم الشيخين الراحلين عبد العزيز بن باز ومحمد بن عثيمين وغيرهما من المشايخ، فضلا عن اسم الدكتور الراحل غازي القصيبي صاحب الوزارات المتعددة والمواهب المختلفة.
ولدي اهتمام بموضوع الطاقة والنفط على وجه الخصوص؛ لأنه المورد الأكبر الذي تقوم عليه نهضة بلادنا والذي دعا له بطول العمر خادم الحرمين الشريفين الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله وجزاه عن أمته كل خير، حيث كان مدركا أنه السبب في قوة الاقتصاد الوطني بعد الله.
ولمن لا يعرف وزير النفط النشيط؛ فإنه قد قاسى في طفولته آلام الحرمان والفراق، وعاش متنقلا بين الكويت والأحساء، وقد أكسبته هذه المرحلة الصمود والصلابة وتحمّل المسؤولية صغيرا، حيث بدأ مراسلا براتب ثلاثة ريالات في اليوم، وتابع تعليمه حتى ابتعث إلى بيروت ثم إلى أمريكا وهناك مزج العلم بالعمل وأصبح جيولوجيا متمكنا في المياه الجوفية، حيث كانت الثروة المائية عنده أهم بكثير من أي عنصر آخر لتأثيرها في حياة الإنسان، فلم يترك بقعة في المنطقة الشرقية لم يعمل فيها جيولوجيا، ثم صار إداريا ناجحا من الطراز الأول في شؤون النفط، يدير العمل بأحدث الاساليب، فهو مهندس شركة أرامكو وأول سعودي يتم تعيينه رئيساً للشركة الرائدة التي صارت تشيد وتشرف على أرقى المشروعات.
إن قصة كفاح هذا الرجل الشخصية، وجهوده الوطنية لأجل رفعة بلدنا؛ تستحق أن تسطر وتُقرأ لأنه قدوة بفكره وعمله ونزاهته وحرصه ومثابرته.
الجميل هو تفاؤل هذا الرجل في أحلك الظروف!! ففي إجابة عن سؤال أحد الصحفيين له عن مدى قلقه من نزول البترول من 140 إلى حوالي 40 دولار! قال بعفوية: وهل رأيتني قط قلقا على أسعار البترول؟!
تحية لوزير تجاوز عمره الثمانين عاما، وقضى في أهم وزارة 22 سنة هادئا ورزينا، مثابرا نشيطا، بعيدا عن الفلاشات والشهرة.