رشيد بن عبدالرحمن الرشيد
(الديرة) اسم يطلق على مسقط الرأس في نجد، وهي عبارة مألوفة في زمن ماض للمكان الذي عاش فيها الإنسان.. وهناك تزرع المحبة وتبدأ قصة الانتماء لذلك المكان وتبقى حاضرة في القلب مهما ابتعد (أبناؤها) وطال السفر في المسافات الجغرافية والزمنية.
وهناك فئة من الأبناء البررة لديرتهم يراقبون تاريخها وتطورها ونموها، ويقررون توثيق (حكاية وقصة) ديرتهم في كتاب يخدم القارئ والباحث والمكتبة المعرفية، ويهدي للجيل القادم تعريفاً إعلامياً بمحافظتهم، ناهيك إنه حراك ثقافي وتاريخي ضمن منظومة تاريخ الوطن الغالي المملكة العربية السعودية.
والرس إحدى المحافظات التي حظيت باهتمام أبنائها في توثيق ترايخها وأدبها وجغرافيتها وتراثها.. فصدرت مؤلفات عدة حول الرس تحمل عناوين مختلفة.. نقول لهم بوركت جهودكم وما دونه يراعكم وقلمكم وحرصكم على حفظ الصورة المشرقة لتلك المحافظة.. وإن مواطن الاتفاق والاختلاف في تاريخ الرس وموروثه الشعبي بين المؤلفين هي ظاهرة مألوفة وربما جاءت في جزئيات بسيطة.
وفي الأمس القريب دشن إصدار جديد تحت عنوان (محافظة الرس) للمؤلف الأستاذ عبدالله صالح العنيزان الطبعة الأولى (1436هـ). وقد جاء محتوى الكتاب مقسماً إلى خمسة فصول رئيسة وهي الآتي:
1- الفصل الأول:
استعرض المؤلف نبذة عن منطقة القصيم - أهمية الموقع - سبب التسمية وتكوينها الجيولوجي، مظاهر السطح والمناخ التقسيم الإداري، ومساحتها ومكانها.
2- الفصل الثاني:
معلومات تفصيلية عن محافظة الرس جغرافياً وجيولوجياً وإدارياً ومواقع الآثار والتنزه فيها.
3- الفصل الثالث:
نشأت الرس كبلدة والتسمية - وما ورد في القرآن الكريم وآراء الباحثين حول ذلك - والأماكن التي تحمل اسم الرس بالمملكة حالياً - وذكر الرس في قصائد فحول الشعراء بالجاهلية وصدر الإسلام - وكذلك في كتب البلدانيين والرحالة والمستشرقين - وعمارة الرس - والحملات العثمانية ضد الدولة السعودية التي مرت عبر الرس ومعركة الشنانة والطور العمراني والأنماط العمرانية وتطور الخدمات ونمو السكان.
4 - الفصل الرابع:
احتوى على وصف تفصيلي للأماكن في المحافظة والقريبة منها شمل المعالم الطبيعية والبشرية من هجر وبلدات ومرتفعات ورمال ومجاري وموارد مياه مرتبة هجائياً.
5 - الفصل الخامس:
خرائط تفصيلية لمحافظة الرس وما جاوره بمقاسات رسم مختلفة إضافة إلى قوائم وجداول حصر من خلالها أسماء الأماكن في المحافظة، وموضحاً إحداثيات المكان وتصنيفه ووصف موقعه.
ناهيك أن هناك ملاحق في نهاية الكتاب تضم:
أ - قائمة تعريف للمصطلحات المحلية لوصف بعض المظاهر الطبيعية بالمملكة.
ب - المراجع التي اعتمد عليها المؤلف.
ت - السيرة الذاتية.
وتطرق العنيزان أنه اعتمد في إعداد وجمع المعلومات على مصادر عدة، وهي: القصائد الشعرية لفحول الشعراء، معاجم تاريخية للبلدان، مراجع أجنبية مترجمة إحصاءات حكومية، مقابلات مع كبار السن، خرائط الأساس الطبوغرافية من إنتاج المساحة الجوية في وزارة البترول، أعمال قام بها المؤلف ميدانياً خلال مرحلة إعداد الكتاب ومنها خرائط أعدها بنفسه، صور جوية ومناظر فضائية لمدينة الرس من إنتاج هيئة المساحة الجيولوجية السعودية ومشروع تحديث أطلس المملكة العربية السعودية في وزارة التعليم العالي (سابقاً) وأخرى من إنتاج المساحة الجوية في وزارة البترول.
ومن وجهة نظري إن الكتاب عمل (بصمة) خاصة به وغلب عليه الطابع الجغرافي والسكاني والإحصائي وكانت لغة الأرقام حاضرة وأعطت انطباعاً عن الجهد الكبير الذي بذله المؤلف (العنيزان) وأخرجه بشكل مميز.. وإن تخصص أبا صالح في المساحة الجيولوجية والجوية وعمله فترة طويلة حتى تقاعده.. كانت عاملاً مساعداً أن يبدع في إعداد هذا الإصدار المتميز والذي سيروي عطش المتابعين وهواة التجوال الصحراوي وسيخدم شريحة المساحين والإعلاميين والجيل القادم الباحث عن المعلومة الدقيقة لمحافظة الرس وتاريخها وتراثها السياحي.
ختاماً لا يسعني إلا أن أقول بالفم المليان شكراً أستاذ عبدالله على هذا الإصدار وأرجو أن نرى الطبعة الثانية وهي أكثر إشراقاً وجمالاً وكمالاً.. والشكر موصول إلى من أسهما في طباعة الكتاب الأخوان (رجلا الأعمال) الأستاذ إبراهيم ناصر الدعجان وعبدالله ناصر الدعجان، وهذا ليس بغريب فهما يحملان هم المحافظة عن كل مشروع يخدمها ويطورها ويبرزها توثيقاً وإعلاماً صادقاً.. وإلى اللقاء.