رشيد بن عبدالرحمن الرشيد
الملك عبدالعزيز (مدرسة) تربوية وقيادة حكيمة أنجبت بعد وفاته (زعماء) نجباء وفقوا في جعل بلادهم واحة أمن وأمان آمنة مطمئنة يأتيها رغدها من كل مكان برعاية الله.. قيادات شاكرة لربها تمد يد العون للقريب والبعيد إغاثة عاجلة ومساعدات مقطوعة وهبات وصناعة خيرية لشركاء في العروبة والدين والجوار.. عطاء بلا منّة.. ملوك حكمتهم الحلم والصبر على زلة الجار والأشقاء ومراهقة بعض (الإخوة) السياسيين!! وربما ردوا الإساءة بالحسنة (فالسعودية) هي أم حاضنة للعالم العربي والإسلامي وهي بيتهم الثاني إذا قست عليهم الكروب والخطوب.
لكن إذا كان الأذى سرطاناً توغل في الجسم ولم يوجد له دواء ولم تنفع معه الحكمة وسياسة النفس الطويل، وإذا وصل الحد أن يكون خطره على شرعيته ويفسد الحرث والنسل ويحاول أن يتطاول على حدود جيرانه وأرض كانت مصدر الخير والسخاء لشعبه.. هنا رسم الخط الأحمر (سلمان) قائلاً: كفى عبثاً فقد وصل السيل الزبى.. وأطلق الحوار لكن ليس على طاولات وفي قاعات مكيّفة، بل في فضاء اليمن المكلوم والذي طلبت قيادته (الإغاثة العاجلة) لإنقاذ اليمن السعيد وشعبه من (مليشيا) ظالمة ورجل خائن.. وكأننا في تاريخ (وامعتصماه).. هنا كان حقاً علينا نصرة المظلوم.. ونفدت حكمة (سلمان) الملك بعد أن استخدم جميع مفرداتها لكن بلا جدوى.. هنا لبس أبو فهد معطف الجراح الذي يريد أن يستأصل ذلك الورم السرطاني الذي فتك باليمن الجار وحولها إلى ثكنات عسكرية ومحمية (فارسية) وأطلق (عاصفة) شعارها القوة بالتحالف مع الأشقاء سماها (عاصفة الحزم) هنا تعطّلت لغة الكلام وأصبحت الصقور هي من يصنع الحوار ليعالج هذا المرض الفتّاك والنفوس المريضة التي جرّت بلادها إلى الجحيم والبؤس والفقر.. عاصفة عسكرية جوية بحرية.. لكنها تحمل الأمل السعيد لليمن الجريح.. عاصفة كسبت تأييد أغلب الأصوات العالمية والعربية والإسلامية لأنها جاءت لإزاحة الظلم والعدوان عن جار شقيق.. ولتعود الشرعية إلى مكانها بعيداً عن سياسة الغاب.. على أمل أن تعود جميع المليشيات المتمردة إلى صوابها وتحكم لغة العقل وتسلم أسلحتها إلى سلطاتها الشرعية وتتفق الأطياف اليمنية على كلمة سواء وتقف صفاً تحت مظلة رئيسها هادي وتبتعد عن تهديد شقيقة اليمن الكبرى (المملكة).. هنا ربما تهدأ العاصفة وتتحول إلى عاصفة إنسانية وخيرية.. وختاماً أقول بالفم المليان شكراً مليكنا (سلمان) فتلك العاصفة زادت من اللحمة الوطنية وكشفت عن المعدن الأصيل لأبناء الحرمين وكانوا جنوداً مخلصين خلف قائدهم.. وخارجياً كانت فلتراً دولياً عرّفتنا الأصدقاء والأعداء وكيف نتعامل مع كل طرف في ظل التعاون الدولي.. عاصفة قالت إن لغة الضعف والهوان لا تجدي في زمن الأقوياء.. وأشعرتنا بكل خطر يحيط بنا ومكائد ودسائس تواجهنا.. حفظ الله بلادنا وجنودنا وأدام الله علينا الأمن والأمان.. وحتى حفلة العاصفة إلى اللقاء.