فهد بن جليد
يقال إن الألمان يستخدمون كلمة (Kismet)، للدلالة على (القسمة والنصيب) في الحياة الزوجية، وأنهم أخذوا ذلك من الثقافة العربية، تماماً مثلما ينطق الأوروبيون كلمة (Algorithm) على الجبر في الرياضيات، نسبة إلى الخوارزمي!.
جميل أن نتذكر شيئًا من فضلنا وحضارتنا (كعرب ومسلمين) على القارة العجوز وأهلها، خصوصاً مع ما تتمتع به من مدنية مُذهلة اليوم، جعلت اصطحاب (الكلب) في الشارع، وتربيته في المنزل نوعا من (التعايش المُتحضر)، ونحن نسينا أن (ابن المَرزُبان) قد ألف قبل أكثر من (ألف ومائة سنة) كتابه الشهير (تفضيل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب)، وذكر فيه قيمة (الوفاء) ومعيار الإنسانية وحقوق الحيوان!.
لا أعرف كيف يفهم (العريس الألماني) القسمة والنصيب، ولديه الوقت لاختيار (عروسه) ودراستها بشكل كامل ومستقل، والتعرف على طبيعتها، وسط انخفاض أصلاً لمعدل ومفهوم (الزواج) في المجتمع، حتى أن مصطلح (زوجي) بات مُلغى من القاموس اليومي، وتم استبداله بمصطلح (Mein Mann) أي (رجلي)، وأن نصف ما ينجح من هذه العلاقات في التحول إلى (قسمة) يحصل فيه الطلاق بعد 14 عاماً، بطلب من المرأة غالباً!.
في معظم (زيجات العرب) اليوم؟ تحضر (رقصة البطريق) رغم أنها تقليد لحركة ومشية (طائر)؟!.
السبب هو تسليط الإعلام دوماً على قشور الثقافة الأوروبية، وتصويرها على أنها النموذج الأكثر تحضراً، مع اختفاء أو (إخفاء) معالم ثقافتنا العربية والإسلامية عن المشهد، باعتبارها (إرثاً تراثياً) ثقيلاً؟!.
ومن أثقل ذلك الإرث، ما رواه الحسن البصري قبل 1400 سنة، حول (رجل مكة) كثير الحلف في البيع والشراء، والذي تبدل حاله بعد عام، لأن زوجته السابقة توفيت، وكانت حينها هي السبب في كذبه لأنه إن جاء لها بقليل (نزرته)، وإن جاء لها بكثير (قللته)، بعكس زوجته الجديدة التي تقول له: اتق الله، فلا تطعمنا إلا طيباً، فإن جئت بقليل كثرناه، وإن لم تأتنا بشيء أعناك بمغزلنا!.
الغرب لا يكفيهم نطق كلمة (Kismet) لتفسير مفهوم ومعنى الشراكة بين الرجل وزوجته (العاملة)، فيما ورد أعلاه؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.