فهد بن جليد
في غرفة عُلوية، بأحد المباني القديمة، القابعة على شارع فرعي بحي العليا بالرياض، يحاول جهاز (البروجكتر) المُثبت فوق (دولاب)، بأن يصنع جواً سينمائياً، عندما يصطدم ضوؤه بجدار الغرفة، التي يبدو أنها مُخصصة (للاجتماعات)، ولكن تعديل جميع الكراسي باتجاه واحد، يوحي بأن ثمة تميز ما، أهلاً بكم في جمعية المنتجين والموزعين السعوديين، ياسادة ؟!.
بدءاً من يوم (الثلاثاء الماضي)، قرر المشتغلون في السينما السعودية، الاجتماع كل أسبوع، لمُشاهدة فيلم سينمائي سعودي، ومن ثم نقده والتحدث حوله، من أجل دعم بعضهم البعض، في ظل تخلي وزارة الثقافة والإعلام عن دعم السينمائيين بالشكل المأمول!.
المنتجون، والمصورون، والكتاب، يجتمعون، لا (لينعوا حظهم) على الظروف المُحبطة لصناعة السينما، بل ليشدوا من عزمهم، محاولين تجاوز - كل الظروف - لا سيما وأن السعوديين هم الداعمُ الأول لشباك التذاكر في صالات المنطقة، كما أن الأفلام السينمائية السعودية تحقق تميزاً على صعيد (الفكرة، والإنتاج)، في حين أن التصوير والإخراج (قصة أخرى) تميز بها شبابنا، وهي مُعادلة لافتة في كل المهرجانات السينمائية التي تُقدم فيها أعمال سعودية ؟!.
عندما أحاول قول الحقيقة عن وضع السينمائيين، وجمعية المُنتجين، فأنا لا أقلل من جهودهم، ولا أريد أن أزيد من إحباطهم، فهم فرحون بوجود (لجنة للسينما)، يجتمعون تحت مظلتها، حتى أن بعضهم قال لي: (سابقاً) كنا نخشى أن نخرج بالكاميرا في الشارع، التصوير كان مُغامرة بالنسبة لنا، أما اليوم فإن الوضع تغير نحو الأفضل، حيث يمكننا التصوير، والحصول على (تصاريح رسمية) تحت ظل جمعية المنتجين السعوديين، وهو ما يعد تحسن في هذا الأمر !.
لن أكرر مقولات سابقة، حول سفر السعوديين للخارج من أجل السينما، أو عدم وجود مُبررات مُقنعة اليوم لمنع السينما في الداخل، في ظل تطور وسائل التواصل والإعلام، ولكن ما يقوم به بعض شبابنا وشاباتنا، من محاولات جادة لصنع سينما سعودية هادفة، تعكس ثقافتنا، وهويتنا، وتحافظ على تعاليمنا الإسلامية، وعاداتنا الأصيلة، أمر يستحق الدعم، والإشادة !.
بالنسبة لي أعتقد أنها فرصة كل (ثلاثاء) لمُتابعة فيلم، في مهرجان يحضره نجومه (الممثلون والمصورون، والمنتجون، والمخرجون)، حتى لو كان العرض في الغرفة العلوية، عبر (بروجكتر الدولاب)، ودون وجود (للسجادة الحمراء)..؟!. وعلى دروب الخير نلتقي.