د. عبدالواحد الحميد
يحتفل أهالي الرياض بمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ملكاً للمملكة العربية السعودية، بعد أن عرفوه على مدى عقود طويلة أميراً للرياض. وحين يُعبِّر أهالي الرياض عن فرحتهم بهذه المناسبة الوطنية الكبرى، فإنما يعبّرون عن فرحة جميع مواطني المملكة؛ فالرياض التي كانت ذات يوم بلدة صغيرة صارت اليوم مدينة كبرى تضم جميع أطياف الوطن والمواطنين، وما من مدينة أو قرية سعودية إلا ويعيش بعضٌ من أهلها في مدينة الرياض التي أصبحت هي المدينة التي تحتضن الجميع وينتمي إليها الجميع؛ وبالتالي فإنّ احتفال أهالي الرياض بمبايعة الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله -، هو أيضاً احتفال ومبايعة من أهالي كل مدينة وبلدة وقرية في جميع أنحاء البلاد.
وبقدر ما كان للملك سلمان من علاقة خاصة بمدينة الرياض ومعرفة عميقة بتاريخها الحديث والقديم وتكويناتها الاجتماعية، والتغيّرات التي حدثت فيها عبر الزمن، وما جرى فيها من التنمية التي غيَّرت معالمها وجعلتها في مصاف مدن العالم، فإنّ الملك سلمان يملك علاقة خاصة مع مناطق ومدن المملكة الأخرى، ويعرف تاريخها وجغرافيتها وتركيباتها السكانية. ومن المعروف عن الملك سلمان أنه حين يلتقي في مكتبه مواطناً من أي منطقة من مناطق المملكة، يسترسل معه في الحديث عن منطقته وعن قبيلته بشكل مدهش. وهذه المعرفة العميقة بمناطق المملكة ليست فقط محصلة للقراءات المعمّقة من هذا الرجل المحب للقراءة والاطلاع، لكنها قبل ذلك حصيلة تواجده في قلب الأحداث وفي أمكنة صُنع القرار منذ عهد المغفور له الملك عبد العزيز حتى عهد الملك عبد الله رحمهما الله.
إنّ ابتهاج الرياض وهي تبايع الملك سلمان هو تعبير عن البهجة التي يشعر بها جميع مواطني هذه البلاد، وقد افتتح الملك سلمان عهده بقرارات كبرى تتعلق بالشأن المحلي والشأن الخارجي، جعلت المواطن السعودي يشعر بالعزة والكرامة، وهو يرى اسم المملكة يعلو ويرتفع في ظل قرارات حازمة تكرس المكانة السامقة للمملكة العربية السعودية.
سعيدةٌ هي الرياض وهي تبايع سلمان بن عبد العزيز ملكاً للمملكة العربية السعودية، وسعيدٌ هو الوطن من أقصاه إلى أقصاه. نسأل الله أن يديم عز هذا الوطن وأن يحفظه من كل سوء وأن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ويعينه على فعل كل ما فيه الخير لبلادنا وللعرب والمسلمين.