فهد بن جليد
عادت الإعلامية المصرية (ريم ماجد) ببرنامج (جمع مؤنث سالم) الخاص بالمرأة - أمس الأول - بعدما توقفت، ولكن عودتها كانت موجهة إلى شريحة أكبر، وبمشاركة قنوات أجنبية، وكحال معظم البرامج النسائية العربية، سرعان ما تفقد هذه البرامج هويتها النسائية، وتغرق في التشبه ببرامج أخرى، على طريقة (الغراب) و(الحجلة)!.
في المرحلة الابتدائية تتعلم الطالبات القصة، بأنشودة تقول كلماتها «رأى غراب حجلة، تدرج لا مُستعجلة، طابت له مشيتها، لمّا رآها مُقبلة، وودّ أن يمشي كما، تمشي مُعدّا أرجله، حاول لكن لم ينل، من مشيه ما أمّله، وعاد يمشي مثلما، اعتاد فكانت مُشكلة، ونسي المشي الذي، اعتاد فعضّ أنمله، وبات بين الطير مما، حل فيه مهزلة، الطبع لا يُغلب، والتقليد في الناس بله».
للأسف يبدو أن معظم من يعد البرامج النسائية في الفضائيات العربية لم يدرسوا هذا الدرس، وإلا لما كانت معظم برامجنا النسائية (مشوهة) للمرأة بهذا الشكل!.
المنطق يقول إن ما نتعلمه في المدارس، علم يتغير، وغير ثابت، وربما أن هناك من نقله لنا بشكل خاطئ، وعلى رأي مرسي الزناتي (هو ده المنطق؟ يا متعلمين، يا بتوع المدارس)!.
علمونا في المدارس أن هناك (جمع مذكر سالم)، و(جمع مؤنث سالم)، إلا أن بعض أهل اللغة المُتأخرين، يعترضون على مسمى الجمع الأخير، باعتبار أن الجمع السالم (للمذكر فقط)، وأن جمع الأنثى هو جمع مؤنث مزيد (بالألف والتاء) لا غير، وهو ما يتعارض مع (مسمى البرنامج) الذي يطمح لوجود المرأة في المجتمع (كمواطنة سالمة)، تحصل على حقوقها، وتمارس واجباتها، وهي الصورة التي يطمح لها الجميع بكل تأكيد!.
إذاً لا شيء ثابت في اللغة، لا شيء ثابت في الإعلام، هما علمان من العلوم (الحية) التي تتنفس، وتتطور، وتكبر مع الإنسان، ولكن المهم أن تكون الخطوط متوازية، وأن يستفيد الإعلامي دوماً من (قصة الغراب والحجلة)، حتى لا يضيع مشيته، بتقليد برامج غربية، فلا نحن استطاعنا تطبيق (مشيتهم)، ولا نحن حافظنا على (مشيتنا الأصلية)!.
وهذا الأمر لا يخص (جمع المؤنث السالم)، بقدر ما ينطبق على معظم (البرامج النسائية) في الفضائيات العربية؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.