د.عبد الرحمن بن سليمان بن محمد الدايل
تاريخ الأوطان يصنعه الرجال، وتاريخ هذا الوطن المعطاء يشهد بشهامة أولئك الرجال الذين سطَّروا أعظم تاريخ للوطن وأحاطوا سيرته المظفرة بقلوبهم وعقولهم وإخلاصهم، وسوف يكتب التاريخ ويسِّجل في صفحات العز والفخار أنه ذات يوم مجيد استيقظ أبناء المملكة على صدى وقْع طيب من أصداء الحزم والحسم والبناء الشامخ المتطور لهذا الصرح الكبير الذي أسسه العبقري عبدالعزيز -طيب الله ثراه- ففي ذلك اليوم صحا أبناء الوطن فرحين متفائلين بأوامر ملكية جديدة صدرت على يد ابن بار من أبناء الملك المؤسس، ذلكم هو الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- الذي يقود سفينة الوطن بحكمة واقتدار رغم كل التحديات التي تحيط بالوطن من كل حدب وصوب.
فقد جاءت الأوامر الملكية من رجل هو نعم القائد الذي أحبه شعبه منذ عرفوه صادقاً مخلصاً لدينه وعقيدته شغوفاً بوطنه ومصلحة شعبه ذا رؤى ثاقبة، ونظرة مستقبلية صائبة. إنه القائد الذي آلى على نفسه أن يعيد ترتيب وبناء هذا الصرح العظيم للمملكة مستشرفاً المستقبل بفكره المستنير وعبقريته السياسية وحنكته الإدارية وحسمه للأمور وحزمه في القرار، وحرصه المعهود على مصلحة الوطن في أمنه ورخائه واستقراره.
جاءت الأوامر الملكية لتعلن للعالم أجمع بأصدقائه وغيرهم أن في هذا الوطن أبناء مخلصون أوفياء جديرون بأن يتولوا القيادة ويتسلموا الراية، إنهم أحفاد المؤسس العظيم الذي أشاد الصرح على أسس راسخة قوية من الألفة والتلاحم والتكاتف.
لقد تولى شابان عبقريان من أحفاد الملك المؤسس عبدالعزيز - يرحمه الله - مواقع المسؤولية وكلنا يعرف من هو صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز الذي أصبح ولياً للعهد، إنَّ له باعه المعروف في قيادة سفينة الأمن وملحمة الأمان والتصدي لمؤامرات التطرف والإرهاب ، حيث عرَّض نفسه وحياته للخطر ولم يأبه بذلك فهو صاحب المبدأ في حفظ الأمن وصيانة الأمان.
وهذا هو صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد الذي سطر اسمه في سجل البطولات دفاعاً عن الوطن في وقت عصيب لم تنفع فيه محاولات الحل السلمي فكانت عاصفة الحزم وبطلها محمد بن سلمان.
وهكذا كانت القيادة الصادقة المخلصة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وهذه هي رؤاه الثاقبة التي تُعلي شأن هذا الوطن حين حرص أن يتسلَّم جيل الشباب مواقع المسؤولية والقيادة بعد أن تأكد أن لهذا الوطن أبناءه القادرين على مواصلة البناء والتطور والعطاء في مختلف مواقع المسؤولية وصناعة القرار واتخاذه، فكانت أيضاً التغييرات الوزارية التي جاءت فيها الكفاءات المتميزة في المملكة وما أكثرها فقد أفرزت مواكب التنمية والبناء ومسيرات الخير والعطاء في المملكة على مدى سنوات أثمرت وأفرزت تلك القيادات الشابة التي تنوعت وتعددت وأثبتت نجاحات تلو النجاحات فنالت ثقة القيادة الغالية الحريصة على مستقبل الوطن ليتبوأ مكانته اللائقة به في عالم اليوم .
فهنيئاً لنا قيادتنا الحكيمة الواثقة، ومرحباً بشباب هذا الوطن وأبنائه الذين هم موضع ثقة القيادة وتقديرها واعتزازها.
وليعلم أولئك المرجفون والحاقدون والحاسدون للمملكة ومن يسايرهم وعلى شاكلتهم من أعداء التطور والتقدم والنهضة أن مملكة يقودها سلمان بن عبدالعزيز وأحفاد الملك الباني الخالد جديرة بأن تتسلم ذُرا المجد وأن يكون حاضرها زاهراً ومستقبلها - بعون الله - أكثر إشراقاً فإلى الإمام دائماً يا وطني. حفظ الله لنا قيادتنا ووطنا وأمدَّنا بعونه وتوفيقه.