د.عبد الرحمن بن سليمان بن محمد الدايل
جاءت الأوامر الملكية التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - يحفظه الله - لتلامسَ قلوبَ ومشاعر المواطنين، أولئك الذين يحيطونه بحبّهم وتأييدهم في مختلف أنحاء المملكة، فقد كان وَقْع هذه الأوامر إيجابيًّا بعيد الأثر على النفوس، حرَّك كوامِنَ الشجون المعطَّرةَ بطيب المشاعر التي يحفظها أبناء هذا الشعب الوفيّ لسلمان الخير، سلمان الحكمة والعطاء.
جاءت هذه الأوامر الملكية بلْسمًا أدخل البسمةَ على النفوس، والطمأنينةَ إلى القلوب، وهذا هو عهْدنا بقائدٍ كان ولا يزال الخيرُ نهجَه ومصلحة الوطن والمواطن طريقَه، وارتفاع شأن المملكة همَّه وشغلَه الشاغل، لم يُعطِ خادم الحرمين - يحفظه الله - الوقتَ فسحةً حتى يصدرَ أوامره الكريمة، ولم يمنحْ الخير فرصةً للانتظار، فالوقتُ لديه ثمين، والشعبُ عنده وفيّ، يقول عنه - يحفظه الله - أنهم « يستحقون أكثر ومهما فعلتُ فلن أوفيكم حقكم «، فكانت أوامره التي تتابعت بالخير والعطاء، وإعادة تنظيم صرح البناء، فهو القائد الإداري المحنَّك الذي جعل من الرياض - عاصمة الوطن - دُرَّة العواصم ونموذجًا في التقدم والنهضة والحضارة، وناطقةً بمقدرة أبناء الوطن على إشادةِ صروح المجد والفخار في ظلّ قيادة واعية حكيمة، بعيدة النظر، ثاقبة الفكر، عالية الهمَّة، تلك الهمة التي ستتوالى جهودها وتوجيهاتها لتجعل بلادنا بعون الله في مكانتها اللائقة بها في عالم اليوم.
إننا نقول ذلك ونسجّله ونُدرك ونَعي جيّدًا أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يحفظه الله يكره المدح ويعافُ المديح، غير أن واقع ما شاهدناه ورأيناه - من فرحةٍ غامرة عمَت قلوبَ أبناء الوطن، وهم يتابعون الأمر الملكي تِلْوَ الأمر - هذا الواقع المعبّر عن الوفاء والوطنية والتلاحم يجعل كلمة الحقّ تعلُو مع ابتسامات الأمل التي ارتسمت على الوجوه، وتنطق بأننا مُقدمون على مرحلة جديدة تستكمل مسيرة الوطن المظفرة، تلك المسيرة التي تُعلي مصلحة الوطن والمواطن، منذ أشاد الملك المؤسس عبد العزيز يرحمه الله قواعد المملكة ووضع أسس انطلاقتها، ليتولاَّها بجدارةٍ وأمانة ٍوإخلاص أبناؤه البررة من بعده، وليجعلوا من هذا الوطن صرحًا شامخًا في ميادين الخير والبناء والتنمية والعطاء.
لقد أخذ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - وبحكمته وحنكته الإدارية المعروفة - ينظّم صرح الوطن ، ويعيد ترتيبه لتصبح وزاراته وهيئاته ومؤسساته أكثرَ فاعلية في تحقيق طموحات المرحلة القادمة، التي نواجه فيها من التحديات ما لا يخفى على أحد، وهي مرحلة تحتاج إلى تنسيق وتضافر الجهود، وضخّ دماء جديدة من كفاءات أبناء الوطن المتعددة، وحَفْز المسؤولين على العمل الدؤوب الذي لا يكلُّ ولا يملُّ من أجل تنميةِ الوطن وإسعاد المواطن.
وقد حملت الأوامر الملكية بشائر سارة نزلت بالخير والسعادة والفرحة على قلوب أبناء الوطن، وبخاصة أولئك الضعفاء الذين يحمل خادم الحرمين همومَهم على عاتقه فهو سلمان الإنسان، وسلمان الخير، فلا عجب بعد ذلك أن تحمل أوامره الكريمة ما من شأنه تخفيف المعاناة عن كاهل الضعفاء المستفيدين من الضمان الاجتماعي، وتعديل سلَّم معاش الضمان الشهري، ومراعاة محدودي الدخل والمعاقين، وإدخال السعادة والفرحة على موظفي الدولة والمتقاعدين والطلاب والطالبات في داخل المملكة وخارجها، وتوفير الدعم المالي لخدمات الماء والكهرباء وكذلك للأندية الرياضية والأدبية، لتقوم بمسؤولياتها في خدمة أبناء الوطن. كما جاء الأمر الملكي بالعفو عن سجناء الحقّ العام والغارمين، ليترجم بجدارة تلك الأبعاد الإنسانية عميقة الأثر في حياة خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله.
إن هذه الأوامر الملكية التي أسعدت الجميع في حاجة إلى وقفات عديدة نتأمل مضامينها، وما عبَّرت عنه من رؤية استراتيجية لقائد المسيرة، وما حوَته من مستهدفات أرادها يحفظه الله لتكون فاتحة الخير لانطلاقة الوطن بقيادته نحو آفاقٍ أرحب من المجد والعزَّة والفخار.
إن هذا الوطن - ومع هذه الأوامر الملكية - تزداد وتتأكّد ثقته ولله الحمد في قيادته التي عرَفها - على مرّ العصور والسنين - واعيةً ومدركة لواجباتها نحو شعب وفِيّ يحيطها بكلّ الحب والـتأييد والتقدير والاحترام، فهل آن الأوان لكل مسؤولٍ أن يُدرك هذا الدرسَ في المسؤولية والذي يضرب المثلَ فيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، هل يستطيع كل مسؤول أن يكون على قدر ما تولاَّه من مسؤولية، وعلى مستوى ما حَظي به من ثقة خادم الحرمين، وعلى قدْر ما يطمح إليه المواطن في الحاضر والمستقبل من تحسُّن في الخدمات، وتطوُّرٍ في أداء.
الأجهزة المختصة، وسرعةٍ في الإنجاز، ومبادرةٍ نحو حلّ المشكلات وعلى رأسها البطالة، إنَّ هذا هو أملنا، وهذه هي ثقتنا في كلّ مسؤول، حفظ الله وطننا وقيادتنا وأمدَّها دائمًا بعونه وتوفيقه.