د. خيرية السقاف
في زخم الاحتفاء بكل صنيع سلمان بن عبدالعزيز منذ توليه القيادة..,
وهو القائد المحنك ذو التجربة العريقة،
وكلُّ الوطن يتفاعل..,
يشعر كأن زخات ندية رطبة تنزل على النفوس رخاءً لتمحو كلَّ الذي يعلق بها من آثار واقع الأمة المسلمة المتردية، والدول المجاورة منها، وهذه الأحداث التي تتاخمنا..
وقد عزم هو, وحزم، ونفَّذ..
قلَّب صفحات كتاب بهتت، بعد أن طالت عليها وحشة الإحساس الضامر بضمور قوة العرب المسلمين ردحاً من الزمن.. فقال، وفعل،
نشر فيها نوراً، أشاع فيها سروراً... سجل فيها في زمن قياسي مواقف جلية, بها مكَّن لإعادة أبجدية هيبة الموقف لهذا الكتاب.. قرأها القاصي والداني في عاصفة الحزم..
ثم ها هو في معمعة عطاءاته، وانتباهاته لإعادة بناء شخصية العربي المسلم، ينطلق بوعيه وحنكته ليبدأ النحت, ويجدد البناء الداخلي للوطن..
قرارات تتوالى, وأخرى,.. وكلما وجد منفذاً للأنسب صحح, وقرر,
وزراء يأتون، وآخرون يسلمونهم الزمام، وتشكيلات في سلم القيادة تتولى ثم تسلم لغيرها المكان، والقرار في تناغم شفيف, وقبول لطيف, كلُّه من أجل وطن جديد بهمم عازمة، ودماء متوقدة، وطموح ناهض..
والقاسم الأجمل بين كل الذي يصنعه سلمان أنه مدَّ جداول نهر الشباب لأن يتدفق في عروق الوطن..
هذه بادرة تُسجل للملك سلمان السلام، والنماء، والخير في أعرض صفحات تاريخ الوطن..
وفيها أن تولى المحمدان الولاية لعهد الوطن.. في موقف شامخ بالنبل، والقبول, والفرح، والثقة، والأمل..
فمحمد بن نايف بن عبدالعزيز رجل الأمن، مهندس الطَّوْق, من بيده مقبض باب السور, الدرع والنبال،..
رجل عرف بصدقه, ووطنيته, وإخلاصه, ونباهته، ووعيه، وصبره, وحزمه
أوكلت له المهمات العظيمة فتصدى لها بصمت الموقن بالحصاد..,
سنوات طويلة وهو في واجهة كل ما يتعلق بأمن الوطن الداخلي من باب كوخ امرأة ثكلى، وبيت متواضع، لبوابة قصر ثري، وبنك عامر، ومصحة لا تنام..
في داخل أبنيتها يعمل, وينام، ويسهر, ويسافر الناسُ، وأبوابهم لا تُغلق، وداخلها آمن مطمئن..
وإلى مباغتات الأشرار في عقر الدار, والمنشأة، والشارع، والخلاء وهو ذو العزم بيده السوط, وقلبه لا يعرف القنوط.., لا يصد بابه عن شأن صغُر، أو كبُر في شأن الأمانة التي يحملها، ولا يُغلق عينيه عن تجاوز صغيرٍ درءاً لمخاطر كبيرة.., هذا المحمد رمزٌ صادقٌ لمن يعمل بصمت, ويبذل بأريحية..
ومحمد بن سلمان بن عبدالعزيز هذا الشاب المفاجأة الجميلة التي قدمها سلمان للوطن ومن فيه.., الشاب الرجل في إهاب الوقار..
بالوجه الصبوح، والأداء الصامت المبهر.., هو عدة المستقبل..،
وقد اختصر للناس الطريق إليه، وإلى معرفته في وقت قياسي مذ أسندت له أول الأدوار..,
وإلى أن تقلد عزائم الأمور.. فخاضها يعتمر خوذة الجندي.., ويتمنطق بعزيمة المسؤول..,
وهو الآن الأمل الكبير في الدماء الجديدة لهذا العهد الزاهر.. بكل ما شفَّت عنه مواقفه، وحضوره الحيوي، وتفاعله الجاد، وتواضعه الجم, ولماحيته المضيئة,
وفق الله المحمدين.. وأصلح لهما البطانة.., وعززهما بالفلاح..
وكلل الله مساعيك يا سلمان النماء، والسلام، والأمل، والعمل بكل ما ترجوه من نتائج تحقيقها، وطناً سعيداً، وشعباً سعيداً، وحياة كل معاشها أمن، وعمل، ونشاط..
ووفق الله كل من أعطى، وأخلص فذُكِر.. ومن سيعطي, ويخلص.