د. خيرية السقاف
يبدو أن علاجاً ضرورياً كان لا بد أن يخضع له الجمهور، بل المجتمع الرياضي بعامة في مجتمعنا..
ذلك لأن التوجه، ومن ثم التعصب، ومن ثم الحميَّة تتحول لسلوك خارج عن إطار الرزانة، والوقار، والروح التي كانوا يسِمُونها بالرياضية، إلماحاً إلى ما تؤثّر به الرياضة في الإنسان كتهذب فكره، ومسلكه، وقوله، وفعله، وتمده بطاقة التحمّل، وأريحية سعة الصدر في المواقف اتفاقاً واختلافاً، ونقاشاً وتعبيراً، تنفيذاً...،
لكن الرياضة عندنا قلبت جماهيرها هذه الموازين رأساً على عقب إلا الندرة في الثلة القليلة...!
والمؤسف أن جمهورها، وغالبية ممثليها لم يعودوا يفرّقون بين الخط «الأحمر»، والفضاء الأبيض في شأنها تحديداً شأن فرقهم والفرق المنافسة لها...!
فهم يتدخلون حتى في كل شأن يخصها، تجدهم يتناولونه في مواقع التواصل بمثل ما يتناولون أمورهم الشخصية..
فرموز وشؤون الرياضة تشخصنت في المجتمع حد القرف..،
بينما كان عليهم التمييز بين ما لهم من حق احترام فواصل المنافسة، وروابط اللعبة.. وبين ما ليس لهم أن يتجاوزوه سلوكاً وموقفاً....،
حتى غدت البيئة الرياضية في المجتمع متربة وداكنة ولا تسبب غير الصداع، والاستياء..
ولأنهم تمادوا، فقد أصبح من الضرورة أن تعالج هذه البيئة بما يعيد تأهيلها على نحوٍ يضع الرياضة في مكان أهدافها، وسماتها، والغرض من نشوء نواديها، وانفتاحها على المجتمعات الدولية في شؤونها النظيرة..
ولأن جمهور الرياضة في مجتمعنا كالجوقات المنطلقة في الشوارع تطبل متى رضوا، وتنعق متى اختلفوا...!
فإن على هؤلاء الغالبية من المنتمين لها جمهوراً، وفاعلين في شؤونها أولاً الوقوف الصارم الجاد مع أنفسهم..، ثم ثانياً الالتزام بأخلاق الرياضة المشاعة، والمنبثقة من أهدافها تلك التي تأتي كأحد أسس المقبول، والمرفوض في الضوابط الاجتماعية التي يبثها كل قرار حازم، ومدروس للقائد الإداري الحكيم الرائد الملك سلمان بن عبدالعزيز..
فهذا الحكيم لا يتجاوز عن المبالغة في التعصب في الشأن الرياضي، أو في أي شأن آخر خارجها يكون أثره سالباً في المجتمع، فيتدخل في الوقت المناسب ويقر الضابط، ويحزم في القرار..،
وبهذا ثبات إقرار الضابط، وإلزام به،..
ولأن البيئة الرياضية كانت تحتاج لهذا الضابط فإن التأكيد على معياريته، وتعميمه لا تخصيصه. ينطلق من رؤية حيادية، ومنطقية، وتأسيسية، وتنظيمية، وتأديبية عند الحاجة، وتربوية في قالبها سواء التشجيعي، أو التأديبي، وهو شأنُ راع له الامتثال، لرعاة عليهم الالتزام، وأن يكونوا واعين بكيف يتعاملون مع الضابط بتهذيب، وحكمة..
نتوخى الآن أن تتطهر بيئة «الرياضة» بكل تفاصيلها من أمراض التعصب بين المنافسين لاعبين، ومسؤولين، وجمهور مشجعين، وأن يعاقب كل من ينفث ما في صدره من غبارها، وفي مقدمتهم كل «المغرّدين» الذين لا يشْجُون بما يقولون..!!