د.عبدالعزيز العمر
أتيح لي أن أشارك في إجراء مقابلات شخصية مع الطلاب الذين يرغبون الالتحاق بالجامعة من خريجي الثانوية العامة، وبعد حوار مطول مع هؤلاء الطلاب خرجت من هذه المقابلات غضبان أسفا على حالة الضعف والهزال التعليمي الذي ينخر في مخرجات تعليمنا العام، إلا أنني كنت أحياناً أسلي نفسي بالقول إنّ هؤلاء الطلاب الذين التقيت بهم، قد لا يكونون عينة ممثلة لمجتمع مخرجات تعليمنا, لكني تذكرت أنني كأستاذ جامعي سبق لي درست المئات من خريجي الثانوية ممن على شاكلة هؤلاء الطلاب الذين قمت بمقابلتهم. وإليك عينة من إجابات من قابلتهم من الطلاب ، حول كيف يستثمرون أوقات فراغهم، ذكروا أنهم يستمعون إلى بعض الدعاة ( حددوا داعية بعينه ) أو يمارسون كرة القدم، باستثناء أحدهم الذي قال إنه يحب الرسم، وعندما طلب منه أن يرسم شيئاً ظهر أنه لا يختلف عن طالب المرحلة الابتدائية، أما مهارة الكتابة لدى هؤلاء الطلاب فكانت من الضعف بحيث يصعب تصديق أننا كنا أمام خريج ثانوية.
أما حصيلتهم في القراءة فحدث ولا حرج، لم نقابل أي طالب ذكر أنه قرأ كتاباً واحداً، بل إنهم أجمعوا على أنهم لا يقرأون سوى الصفحات الرياضية وصحيفة إلكترونية مشهورة وتويتر، وعن أهم الأخبار العالمية التي يتابعونها ذكروا أنهم يتابعون فقط أخبار دوريات كرة القدم الأوربية, أما عن ثقافتهم العامة فيكفيك أن تعرف أن إيطاليا تقع في قارة آسيا.
لن أحدثكم عن مهاراتهم في اللغة الإنجليزية، خلوها مستورة.
ويبقى السؤال: هل نستمر في الصمت حيال هذا الضعف المكشوف لمخرجات تعليمنا؟.