د.عبدالعزيز العمر
إذا صدق ما رشح من معلومات كشفتها نتائج اختبارات «حسن» فإننا امام حالة تعليمية لا تحتمل الانتظار والتروي والتريث، بل تحتاج إلى (حزم) تعليمي عاجل . أما اختبارات حسن، لمن لا يعرفها ، فهي اختبارات تعقدها دوريا وزارة التعليم لطلاب التعليم العام بقصد تشخيص حالة التعلم التي حققها ووصل اليها طلابنا (وهذا بحد ذاته اعتبره جهدا تعليميا نوعيا مميزا يستحق الاحترام).
تشير نتائج «اختبارت حسن» كما تسربت من صندوق وزارة التعليم إلى ان تحصيل طلابنا في مجال العلوم والرياضيات التي هي عصب التنمية– وهو ما يهمني هنا- متواضع وهزيل ومتدن. هنا أود أن أطرح ملاحظتين: أولا ، لماذا لا تقدم لنا وزارة التعليم مؤشرات عن حالة تحصيل طلابنا، فنحن كآباء وتربويين وباحثين وأساتذة جامعات، ومؤسسات مجتمع مدني ومهتمين بالشأن التعليمي عموما نعتبر انفسنا شركاء حقيقيين لوزارة التعليم، بل ومعنيون مباشرة بجودة ما يحققه طلابنا من انجازات تعليمية. دعونا على الأقل نكون مثل شركات الأسهم ، فهي تطلع المساهمين على الحالة المالية لشركتهم، وهم يشاركون في صنع قرارات الشركة.
اما الملاحظة الثانية فتثير السؤال التالي: هل استشعرنا فعلا خطر ضعف وتدني انجازات تعليم طلابنا على مستقبلنا التنموي؟. لا جدال ان مستقبل وطننا يقرره مستوى الانجاز التعليمي الذي يحققه طلابنا، نريد من يقرع الجرس ليوقظ الغافلين الذين لم يستشعروا بعد الخطورة التي تنتظرنا فيما لو صمتنا عن هذا الحال التعليمي أم أننا أمة (At Rest) ولسنا أمة (At Risk).