د.عبدالعزيز العمر
كشف معالي وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل أن مشروعه التطويري الأهم يتوجه نحو تطوير أداء المعلم، ولا أظن أن معاليه سيجد من يجادله أو يختلف معه في أولوية وأهمية مشروعه هذا؛ فكل خبراء التعليم وكل المؤشرات البحثية تؤكد أن المعلم يحقق بمفرده للتعليم ما لا تحققه كل بقية عناصر المنظومة التعليمية مجتمعة.
لكن دعونا نسأل: هل أداء المعلم يرتبط بالضرورة برفع مرتبه؟ الإجابة هي حتماً بالنفي القاطع. فلو منحنا المعلم راتب الوزير وبقي كل شيء آخر على حاله لما لاحظنا أي تغير يُذكر على أداء المعلم. من جهة أخرى، نحن نعلم أن الخريجين يتنافسون اليوم على الفوز بوظيفة «معلم». دعونا نسأل هنا مرة أخرى: هل أفضى هذا التنافس الشديد على مهنة التعليم إلى تحقيق إضافة نوعية إلى تعليمنا؟ الإجابة هي حتماً بالنفي القاطع (بناء على مؤشرات بحثية كثيرة). مشكلة تعليمنا ومعلمنا يا معالي الوزير تكمن تحديداً في أن الخريج بمجرد دخوله مهنة التعليم (بافتراض دقة معايير اختياره) يشعر بأن هذه المهنة أصبحت ملكه الشخصي؛ لا ينازعه عليها أحد، بل ليس هناك ما يهدد استقراره الوظيفي إلا إذا ارتكب من السلوك «ما يخل بالشرف» فقط. هكذا تقول لوائح الخدمة المدنية التي طبقناها بحذافيرها - للأسف - على المعلم. ولو أراد مسؤول وطني مخلص أن يكدر صفو المعلم الوظيفي لأي سبب يتعلق بتواضع الأداء المهني لهذا المعلم لوجد من العنت ما الله به عليم.
معالي الوزير، لا تبخلوا بشيء على المعلمين، ولكن أشعروهم بأن ارتباطهم بمهنتهم ليس زواجاً كاثوليكياً.