د.عبدالعزيز العمر
بداية لا بد من القول إن كل مسؤول - أياً كان موقعه الوظيفي- لا يمكن أن ينفصل عن هموم الناس واحتياجاتهم التي تقع في إطار مسؤولياته. لكن هناك من المراجعين للوزارات من يحاول توظيف هذا المبدأ الرفيع في مجتمعنا إلى الحد الذي قد يدخل الرجل الأول في الوزارة في مجادلات طويلة ليجد الوزير نفسه منشغلاً بإجابة تساؤلات الناس وتلاوة نصوص النظام أمامهم، وذلك على حساب مهامه الأساسية الكبيرة. لكن لماذا يصر الناس غالباً على مقابلة الوزير؟ هناك ثلاثة احتمالات، الاحتمال الأول يتعلق باعتقاد كثير من الناس بأن الرجل الأول هو فقط من يستطيع أن يتجاوز بهم مواد النظام، وهناك احتمال ثان بأن يكون لدى الناس قضايا منطقية وعادلة، لكن المسؤولين الذين هم دون الوزير لم يتفهموا قضايا الناس ولم يحسموها، ولم يقدموا لهم أفضل ما يمكن أن يسمح به النظام. وهناك احتمال ثالث بأن الناس ربما سمعوا عن حالات اختراق للنظام في حالات مشابهة لحالاتهم، مما أجبرهم على الدفع بموضوعاتهم إلى أقصى نقطة ممكنة، نحن هنا لا نلوم الناس عندما يتجمعون ويتجمهرون عند باب الوزير. ما الحل؟ الحل باختصار هو أن نبقى على هيبة واحترام النظام في أعين الناس، وألا نسمح لهم باختراقه، وأن نقلل الدورة البيروقراطية، ونحسن اختيار القيادات التي تشكل الخط الأول في التعامل الراقي مع الناس، عندئذ لن يبحث الناس عن الوزير، وسيجد الوزير الوقت والمناخ الملائمين لإنجاز مهامه الكبرى.