ناصر الصِرامي
إذاً سيكون الملك سلمان بن عبدالعزيز آخر ملوك الدولة السعودية الحديثة من أبناء المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود.
وسيكون نظرياً - أيضاً - سمو الأمير محمد بن نايف، ولي العهد ووزير الداخلية، أول المتوجين على خط الملك من الأحفاد أحفاد المؤسس الكبير.
كما أن سمو الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد أول القيادات الشابة فعلياً في قمة الحكم السعودي حضوراً ومسؤولية وتأثيراً.
هذا يعني اكتمال صورة مهمة من التأسيس والبناء للمستقبل ولأجيال تالية، بتوقيع التاريخ للملك السابع للدولة السعودية الحديثة، والملك السادس من أبناء المؤسس الملك سلمان بن عبدالعزيز.
تاريخ تكتبه البلاد في صور تندر في العصر الحديث، أجيال تسلم حاضرة ومدركة ومؤسسة لمستقبل أجيال ستأتي، ما فعلته السعودية أنها مضت بحزم وقوة راضية مطمئنة لتدعيم بيت الحكم السعودي، لما يحقق استقراره وثباتها في قمة الهرم، على طريق السلف من ملوك البلاد.
وفي قمة الجهاز التنفيذي الذي يشهد تجديداً مذهلاً ومفاجئاً - أحياناً، حيث الجهاز الوزاري التنفيذي للدولة، الذي يشهد حركة تغيير غير مسبوقة، وغير معتادة، قد تستمر لبعض الوقت حتى تستقر الخبرات الإدارية والخيارات لاستحقاقات التكليف.
الحقيقة إننا لسنا في حاجة لاستعراض قرار ملكي بعينه، أو مجموعات قرارات أو حزمة متنوعة منها إدارياً واقتصادياً وسياسياً، إنما نحن في نقلة مرحلية شاملة، شاملة في توجهاتها وقرأتها وقرارتها.
ليست القصة فقط في التجديد، أو حدث التغيير كحدث منفصل، أو مجموعة إصلاحات إدارية وحزم سياسي، لكنها في الجوهر والعمق مرحلة تتجاوز السطح أو الظواهر إلى عمق البناء، وإعادة التأسيس وبناء مستقبلي واع لبيت الحكم السعودي، وطننا الكبير في الصورة الأشمل.
ليست أحداثاً منفصلة، أو قرارات متباعدة، إنها صورة أشمل للمسيرة السعودية الأحدث، في اتجاه مسيرته الراهنة، وهي تسير بأناقة - لن تخلو من بعض التحديات والتشويش أيضاً-، باتجاه رسم خطوط وكشف ملامح السعودية الجديدة، كما تبدو الآن بعض جوانبها.
لنفهم الصورة أكبر للننظر إلى آخر الأخبار، التي تتجه للوصول إلى مناطق كنّا نعتقد أنها بعيدة أو غير قابلة للاحتمال، منها -مثلاً- قرار المجلس الاقتصادي برئاسة سمو ولي ولي العهد نحو إعادة هيكلة أرامكو، أرامكو التي أصبح رئيسها السابق وزيراً لأكثر الوزارات تعقيداً وجدلاً، الصحة،- ولدي إحساس خاص أن التعليم هو الجولة القادمة، فالصحة والتعليم هما الأهميتان الاستراتيجيتان للوطن والمواطن، وهي في قمة رعاية القيادة.
السعودية بإيقاعها الجديد وتكوينها الحالي وتشكيلها الراهن، كما يؤسس لها الملك سلمان بن عبدالعزيز، تعد بالكثير من الحيوية التي ستحرك الكثير من المياه الراكدة، وتصل لمناطق ظلت ساكنة أو خارج التغطية، أو لنقل اعتقدنا إنها محظورة أو عصية على التغيير والتحديث وإعادة التأهيل، وهنا ليست إشارة للقطاعات أو المؤسسات بل وحتى الشخصيات التنفيذية والإدارية دون استثناءات.
وذلك واحد من ملامح المرحلة والتغيير الشامل، تحديث سيستمر حتى تستقر المسارات لوطن يستعد لجولة مختلفة من الحيوية والعمل والبناء، جولة لا أعتقد أن تتوقف أو تستقر، بقدر ما هي حيوية دائمة تستحث الخطوات والنظر نحو اتجاه المستقبل.. فالتحديات عملاقة محلياً وإقليمياً وعربياً ودولياً، وهي صفة أخرى للمرحلة تتطلب هذا الحراك والترتيب والبناء القوي، وبعمق رؤية الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود..