د.خالد بن صالح المنيف
يتهافت الناس على الانخراط في أنواع الحميات؛ فهناك مئات الكتب وآلاف المقالات والمواقع المتخصصة التي تتطرق لأنواع الحميات الغذائية والتي تدعو للرشاقة وتروج لتحسين الصحة, ولكن من فكّر من البشر في الانخراط في حمية عقلية يوقف معها عن الكثير من العادات العقلية المدمرة ! حمية تعتمد على تركيز الوعي خلال فترة أسبوع فقط نتوقف معها وبشكل إرادي عن جملة من التصرفات الخاطئة التي تمارسها الآن,والتي تشكل استنزافا كبيرا للطاقة وهدرا هائلا للمكتسبات وتسير بنا في اتجاه خاطئ, ما رأيكم في حمية أسبوعية نتخلى فيها وبشكل واعي عن كل ما يخلف ضررا ويورث ندما !ومما يعين على تطبيق هذه الحمية أننا نحن ونحن فقط من يتحكم بمصائرنا في الحياة!
في أسبوع واحد دعونا نحسن اختياراتنا ونجدد حياتنا وستصنع أجمل فارق في حياتك فوفقا لقانون التركيز: إن ما تركز عليه سيكبر ويزداد في حياتك, ما رأيك خلال الأسبوع القادم التركيز على مايلي:
• التوقف عن الانتقاص أو السخرية أو الاستهزاء ببشر ونتعامل مع الجميع أيا كان حالهم بتقدير واحترام
• التوقف عن سوء الظن وسيئ النية ونعامل البشر بالخير الذي في قلوبهم وليس بما ظهر لنا منهم من زلل
• التوقف عن النزق وسرعة الغضب وثورة النفس على أي أمر كان وسنلجأ لتلك السكينة المستقرة في روحي ومعها
• التوقف خلال هذا الأسبوع عن كثرة الشكاية والنواح والضجر من الظروف وأن نكون إيجابيين مبادرين نعمل على تصحيح الأوضاع وتحسين الأحوال
• التوقف عن تضييع الوقت فيما لاينفع ,ولن يمر علينا يوم إلا وقدمنا فيه إيداعا في بنك الآخرة
• التوقف عن الاستعجال والاندفاع واتخاذ القرارات بعجلة, وأن نتريث مستخيرين مستشيرين قبل اتخاذ أي قرار
• التوقف عن التركيز المستمر بالبشر, وسنخصص وقتا نخلو فيه بأنفسنا لها متأملين موجهين لها مستشرفين لمستقبل جميل
• التوقف عن التركيز على ملاحظة سلبيات من حولي وانتقادهم ,وسنعمل على ذكر الحسنات وتلمس الإيجابيات
• التوقف عن الغيبة والحديث عن الغائبين بالسوء, وسنعمل على الذب عنهم وذكرهم بالخير
• التوقف عن الحديث بالمفردات السوقية والجمل المبتذلة, ونستبدلها بجميل الكلمات وراقي المعاني
• التوقف عن التفكير بمشكلاتي في وقت وسنعمل على تجزئتها ومواجهتها فردية بكل شجاعة
• التوقف عن الانشغال بالغد, وسنعيش يومنا متوكلين بالله مستمتعين بما وهبنا لا تفكير ولا قلق للغد شعارنا: سنعمل على أن نحيا أفضل لا أن نعيش أفضل!
• التوقف عن مقارنة أوضاعنا أو وظيفتنا أو أولادنا أو زوجاتنا بغيرهم ,وسنعمل بقوله تعالى: فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين
• التوقف عن تقمص دور الضحية والشهيد الحي ,بل سنتحمل مسؤولية حياتنا كاملة.
• التوقف عن التفكير عما ينقصنا, وسنعمل على تثمين ما نملك والابتهاج به مدركين أننا سنحيا في أهنأ عيش عندما نمتن لما نملك.
• التوقف عن التفكير في الماضي بكل تفاصيله ومشاهده المزعجة وسنعمل على تحسين يومنا ليحلو لنا الغد
• التوقف عن الاستيقاظ بمزاج متعكر ونفسية مكتربة بل سننهض سعداء مبتسمين يحدونا الأمل ويغمرنا التفاؤل
• التوقف عن جلد الذات والتقليل والشعور بضعف القدرة وقصر اليد بل سننظر لذواتنا نظرة تكريم وفخر
• التوقف عن سرد القصص المأسوية وذكر الأخبار السيئة وسنعمل على أن يكون حديثنا في ما يبهج الأرواح وترتاح القلوب به
في الذكاء العاطفي هناك مبدأ عجيب اسمه (تأجيل الإشباع) أو الانتظار الاستراتيجي وهويعني: تفضيل جوائز مستقبلية كبيرة على جوائز لحظية زهيدة أو تجنيب النفس خسائر ضخمة مقابل التنازل عن مكاسب ضئيلة !
وهو الفكرة التي تقوم عليها هذه الحمية إضافة إلى أنك كلما زدت من ممارسات سيادة وضبط الذات كلما ازددت ثقة وتقديرا لذاتك وسيتبع هذا حب الآخرين واحترامهم لك وستفتح الأبواب لك وستجني المزيد والمزيد من المكاسب
يقول مارسي بلوتشوياك: أنت على بعد اختيار واحد فقط من تغيير حياتك !نعم اختيار واحد فقط ربما قلب حياتك رأسا على عقب ونقلك لعوالم جديدة فهل لديك الشجاعة للإقدام عليه! فما أنت عليه الآن هو مجموعة اختيارات لك ومع الخيارات الجديدة الإيجابية ستتذوق طعما شهيا للنجاح سيدعوك للمزيد من الاختيارات الحسنة وأخيرا تذكر أيها البطل أن كل شيء كما قال جوته يكون صعبا قبل أن يكون سهلا !
ومضة قلم:
في البدء نصنع العادات وهي من تصنعنا بعد ذلك!