د.خالد بن صالح المنيف
منتهى غاية البشر السعادة، ومنتهى آمالهم الأنس ولكن أنّى لهم هذا! وهم في ركض دائم وغليان لا يتوقف وسعي نحو الماديات واستغراق في التفاصيل! وبعد كل هذا الصخب والضجيج، كم أنت بحاجة للهرب من فخ الماديات والإبحار نحو جزيرة السكينة للتزود منها لحياة سعيدة، حياة نابضة، نامية، مبهرة، حياة ملؤها نجاحات على كافة الأصعدة روحيًا ونفسياً وفكرياً واجتماعياً، معها ستعيش في تصالح جميل مع الروح ومع من حولك ولن يتكلف من حولك حبك! فسموك وجمال روحك لن تحملهم على حبك فحسب بل وعلى حب من أنجبك!
الدفة بيديك وسفينة حياتك أنت ربانها... والربان الماهر يحسن التفاهم مع الأمواج والريح! وهذا الربان يحتاج للسكينة ينجح في مهمته! فكيف السبيل لتحصيل تلك السكينة والهدوء الداخلي؟
دونك حزمة من القوانين... عمادها فكرة عميقة هي: أن طريقة النظرة للأشياء هي من يسعدنا وليست الأشياء! فسكينة النفس توجه وليس وجهة! وهي مسؤوليتك وحدك، ومن البشر من أدرك هذه الحقيقة بعد ما راضه الزمان وثقفه الليل والنهار! دونك هذا المقال رصدت لك (15) قانونا ستنفعك كثيراً بإذن الله، اجعل منه نسخة في حاسوبك أو جهازك الذكي.. وعندما يداهمك قطار الحياة الصاخب فالجأ له بعد الله واعمل بها أو ببعضها وستتذوق طعما جميلا للحياة، وستنعم بالهدوء النفسي:
القانون الأول: أحب نفسك ودللها وكافئها في زمن عز فيه المدلل، تعلم حب النفس حباً حقيقياً حتى تجد السكينة والراحة، تقول الممثلة لوسيل بول: أحب نفسك أولا وستجد كل شيء يبادلك نفس المشاعر، ولكن اهمس لك منبها وأقول: إن حب النفس لا يعني أن تتركها تعيش مع الهمل دون فطام!
القانون الثاني: الإيمان بأن كل ما مر عليك من مواقف لم تكتمل هي خبرات جيدة وتجارب لها قيمة، تذكر لسكينة النفس أن كل محاولاتك ناجحة حتى الخاطئة منها! فلا تندم على ما فات واستعوض عنه بما هو آت؛ فلعلك تسترد في يوم ما فقدته في سنة بإذن الله.
القانون الثالث: لا تكثر المقارنة ولا مدّ العين؛ فتلك أرزاق مقسمة وأقدار محسومة فكف عن المقارنة والتحسر فما تملك ثق أنه يكفي لسعادتك!
القانون الرابع: عانق الطبيعة وصادقها؛ فهي تخلص لمن يخلص لها، عش مع الطبيعة متأملاً مستمتعاً، ففي حسنها استشعاراً لقدرة العزيز واستجلابا لراحة النفس؛ تفاعل مع السمك في البحر والطير على الأيك والزهر في البساتين والسحاب في الفضاء.
القانون الخامس: ولو تكاثرت أشغالك وتعاظمت اهتماماتك وهمومك؛ اجعل لك دقائق تسترخي فيه عضلاتك ويغفو معها عقلك حتى تعود متجدداً نشطا! وتذكر قول سيدني هاريس: أنسب وقت للاسترخاء يكون عندما لا تملك وقتا له!
القانون السادس: لا تستغرق في توافه الأمور وصغائر المواقف ويهديك المفكر (فاين تايلور) قاعدتين للسكينة: الأولى لا تقلق بشأن الأمور التافهة، والقاعدة الثانية: كل الأمور تافهة!
القانون السابع: احترم النوم؛ فراحة الروح لا بد أن يسبقه راحة الجسد فقيلولة في حدود الساعة، ونوم عميق بأحلام هانئة مبكرا، ستجعلك ذا طاقة عالية، واحرص على أن لا تستخدم جهازاً في غرفة النوم ما أمكن فهي فقط للنوم.
القانون الثامن: اجعل بيتك وسيارتك ومكتبك مرتبين نظيفين، شتلات خضراء وعطر يفوح؛ وبعدها ستجدك أحببت المكان، ومعه المزيد من العطاء والمزيد من السكينة.
القانون التاسع: تعلم الضحك بشكل يومي؛ إما بمشاهدة فيلم أو مسرحية أو بمجالسة خفيفي الظل والروح؛ فالدنيا قصيرة والأيام تجري، سكّن روحك بإفراز هرمون الاندروفين الذي يفرزه الضحك حس الدعابة وهي كما قال جرينفل كلايزر: غذاء للعقل والروح.
القانون العاشر: وهو أهمها الاعتناء بالصلاة والأذكار اللاحقة لها والأوراد اليومية فهي أعظم مصدر للراحة الداخلية.
القانون الحادي عشر: تعود الاستيقاظ مبكرا ثم انعم بالراحة والناس نائمون، والكون فيما حولك ساكن؛ ففيها والله من الجمال والمتعة ما لا يوصف!
القانون الثاني عشر: كُن محبا للحياة للخير؛ فلا تؤذ بشرا ولا تجرح قلبا؛ وما أروع أن ينشر الحب وجوده في حياتنا وتُزرع راياته ويغرس بذره؛ فأنفاس الغاب الكريهة التي تحرض على الكره والحقد لن يجنى منها إلا الوجع.
القانون الثالث عشر: دونك تاءات ثلاث اعتن فيها: تغافل، تسامح، تفاءل... هن شريان سكينتك وعصبها!
القانون الرابع عشر: لا تحسد فالحاسد يضاعف شقاءه وهمه، ويصلي روحه المسكينة جحيما! فلا يحمل قلبك غلا ولا كرها؛ اشكر ربك واحمده على نعمه واستحضر ما وهبت.
القانون الخامس عشر: لا تخض حروبا لا تهمك ولا تستدرج لمعارك صغيرة ولا تحارب نيابة عن الغير ولا تستنفذ أسلحتك على صغير الخصوم، احمد الله على أن جعلك كبير الروح واسع الفهم عالي النفس ولتقاوم الصغار بأسلوبك لا بأسلوبهم!
ومضة قلم:
دع ما قرأته... وقل لي: ماذا تعلمت؟