الجزيرة - المحليات:
أكد الأمين العام لمركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات معالي الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر على أن المركز يعمل دائماً على غرس قيم الحوار في التعليم، كما أكد أن الحوار هو أداة تربوية، وهو نواة برنامج التعليم الذي نطمح إلى تنفيذه داخل منظومة التعليم الديني والثقافي، وهو في واقع الأمر نواة لكل أنشطتنا وبرامجنا. كما أن مهارات الحوار تلعب دوراً محورياً في تعزيز التعايش والتفاهم والتعاون عبر المشتركات الإنسانية، ونسهم في الوقت نفسه زيادة قدرتنا على احترام الاختلاف ومكافحة التطرف والكراهية.
جاء ذلك في كلمة معاليه التي ألقاها في الاجتماع الحكومي الدولي حول العيش المشترك وارتباط ذلك بحقوق المواطنة والذي عقد بالتعاون بين الإيسيسكو ومركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، حيث عقد في المقر الدائم للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة –إيسيسكو-، مؤخراً والذي حضره الدكتور أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربي، والدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة والسيد أندري أزولاي، مستشار الملك محمد السادس، وشخصيات أخرى بحضور قيادات دينية وخبراء من 31 دولة.
ودعا معالي الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر إلى العمل بجد واجتهاد على جعل مناهج التعليم سواء داخل قاعات الدراسة أو خارجها، أو في مؤسسات دينية أو غير دينية، وسواء كان ذلك التعليم متعلقاً بالأخلاقيات، أو المواطنة، أو السلام والقيم، أن تتضمن برامج تشجع على غرس قيم الحوار. وقال: «علينا أن نعمل على صنع فهم دقيق وأصيل للمعتقدات والممارسات الدينية والثقافية للآخرين حتى يمكننا رؤية صورة أكثر احتراماً وتعايشاً وتفاهماً مع الآخر».
وبين ابن معمر في كلمته دور مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، حيث أوضح أن بعض الخبراء المتخصصين قد تباحثوا مع المركز حول أفضل السبل للنهوض بواجب التذكير والتأكيد على قيم المواطنة المشتركة من خلال التعليم، ولا سيما التعليم المرتبط بالدين، وتم التأكيد على مشاركة القيادات الدينية في صنع أدوات تعليمية تحترم التنوع المحلي، والإقليمي، والعالمي وارتباط ذلك بقيم المواطنة المشتركة. وهذا هو ما نقوم به في مناطق مختلفة ضمن مسارات متعددة.
وأوضح ابن معمر في كلمته أنه عندما يتم تقديم الحوار بالشكل الصحيح، فإنه يكشف عن الارتباط الإنساني والقيم المشتركة بين الديانات والثقافات المعتبرة في العالم. كما ينبغي للمواطنين في أي مكان في العالم أن يكونوا قادرين على التفاهم والتعايش بشكل بناء لاحترام التنوع الديني والثقافي، ليس في مجتمعاتهم ودولهم فحسب وإنما أيضا على مستوى العالم.
كما أشار ابن معمر إلى الاجتماع الذي عقد مؤخراً في القاهرة لدمج المهارات الأساسية للحوار والتعليم داخل المنظومة الدينية الخاص بالمواطنة العالمية، وذلك بتنظيم مشترك مع اليونسكو، ومشاركة المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (آيسيسكو)، واستضافة وزارة التعليم المصرية وجامعة الأزهر. وقال: « نحن فيما نبذله من جهد نعمل مع الشركاء على أن تصبح قيم الحوار في مجتمعاتنا جزءاً أساسياً من التعلم مدى الحياة ومن أجل مستقبل أفضل».
وأكد في ختام كلمته أن مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات يسعى لتزويد صانعي السياسات والتربويين من مختلف أنحاء العالم بأدوات متطورة تحقق التأثير المنشود، وتستخدم أحدث التقنيات للحوار والتعليم الهادفة إلى التعاون والتعايش لما فيه خير البشرية..
كما أن برنامج الحوار على الإنترنت في بنية المنظومة الدينية الثقافية، الجديدة الخاصة بنا هي ثمرة تعاون بيننا والعديد من الجامعات العالمية حيث أصبح هذا البرنامج معتمداً من جامعات كثيرة تحت إشراف خبراء عالميين.