سعد بن عبدالقادر القويعي
بلا أنياب فاعلة على الأرض، هذا هو حال واقع الميليشيات الحوثية، - والرئيس المخلوع - علي عبدالله صالح، بعد أن أعلن تخليه عن دعم جماعة الحوثي؛ ولتنقلب الموازين في المشهد اليمني، وتكون الفئة الظالمة الذين أصبحوا أعداء اليوم، بعد أن كانوا حلفاء الأمس، أكثر استعداداً؛ لدفع استحقاقات لأي تسوية قائمة، والتخلي عن طموحاتهم، والتي قادتهم - مع الأسف - إلى الهيمنة على المشهد اليمني - في الأشهر القليلة الماضية.
لم يكن الإعلان المفاجئ عن انتهاء عملية عاصفة الحزم، وبدء عملية إعادة الأمل، سوى تحديد دقيق للأهداف السياسية التي أرادتها دول التحالف من حسم النزاع، وتغيير نمط حركة الصراع في اليمن، وفتح لباب أمل جديد أمام المساعي الديبلوماسية، التي تبذلها دول الخليج العربي؛ من أجل إيجاد تسوية للأزمة اليمنية، وإخراج البلاد من الكارثة التي تسبب بها الحوثيون، وحلفاؤهم الذين يتحملون كامل المسؤولية عن كل النتائج المترتبة على هذه العملية، واستكمال ما تبقى من استحقاقات المبادرة الخليجية للخروج من الفوضى العبثية، وإعادة توازنات المصالح لدول المنطقة على أرض الواقع، وتدشين محور جديد، وقلب الطاولة التي كانت تُبنى في مرحلة ما قبل عاصفة الحزم.
الرد الإستراتيجي الأول من نوعه، تمثل في الغطاء السياسي الشرعي؛ لحماية الشرعية، والعمل على مكافحة التنظيمات الإرهابية، واستئناف العملية السياسية، واستمرار حماية المدنيين، والتصدي للتحركات، والعمليات العسكرية للميليشيات الحوثية، ومن ناصرها، وتلك أهم أهداف عملية «إعادة الأمل» القادمة، - إضافة - إلى توفر معطيات جدية على أرض الواقع؛ من أجل معاودة إطلاق العملية السياسية للأطراف اليمنية المتنازعة، وذلك وفق المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، وباعتبارها نتيجة لانتهاء الأهداف العسكرية الثابتة، التي استهدفتها الغارات الجوية، والتي ستشكل أساساً للمرحلة القادمة في العملية السياسية.
غير أن المسألة الأهم في الموضوع، تتعلق بنجاح دول التحالف، عندما أبقت الباب مفتوحا أمام العمليات العسكرية، وهذا ما أكده - العميد - أحمد العسيري - المتحدث العسكري باسم التحالف -، بأن: « قيادة التحالف سوف تستمر في منع الميليشيات الحوثية من التحرك، والقيام بأي عمليات داخل اليمن «، وهذا قيد مهم؛ لقطع الطريق أمام أطماع الحوثي، من الانفراد بحكم اليمن بقوة السلاح، في ظل الدعم الإيراني اللامحدود، وإرغامهم الجلوس على طاولة المفاوضات؛ حتى لا تنزلق البلاد إلى حرب إقليمية واسعة. وهذا المنحى عملت عليه دول التحالف - منذ البداية -، عندما غيرت بوصلة اتجاهات حركة المواجهة الإستراتيجية في الإقليم، واعتباره قرارا - سعودياً خليجياً عربياً - في المقام الأول، وهذا الاتئلاف سنراهن عليه في - مستقبل الأيام القادمة - من تشكيل نمط جديد من النظام الإقليمي في المنطقة.