سعد بن عبدالقادر القويعي
نيابة عن إيران، تتواصل ردود حسن زميرة المتطاولة على السعودية، وهو يرتدي عباءة الواعظ الباكي على تحرير القدس؛ بسبب مهاجمة الحوثيين؛ وليقول بخطاب منفعل، وشكل مختلف عمَّا كان يخفي، ويظهر ما كان يبطن بسقط الكلام، والسفاهة، والشتم، والبذاءة؛ ولينسى أن آلته الخطابية تمثّل التحريض على القتل بمستويات عدة، تبدأ من التجييش، والإرهاب، وتنتهي بالعدوان، والاغتيال؛ وليقدم أبشع صورة يمكن للتطرف أن يمثّلها.
في خطاب عُد ألعوبة من ألاعيب عبيد طهران، تأتي مغامرة بوق ملالي إيران في انتقاد السعودية غير المحسوبة، والذهاب إلى حد التطاول على مقدساتها؛ لتؤكد على الاضطراب المطبق لبوصلة حزبه الشيطاني. ويؤكد - أيضاً - أنها كانت ضائعة على طول الخط، عندما زادت من مساحة التوتر الداخلي في لبنان، واستمر في نهجه المقامر، وانقلابه على شعاراته التي تلبسها سنين عديدة؛ إشباعاً لشهوة التوسع الفارسي في المنطقة، والتي يعمل لأجلها، ولو جاءت على حساب الاستقرار في لبنان.
يتباكى على وكلاء النظام الإيراني في اليمن بلغة انفعالية، وبصوت مرتفع، وبلسان ساقط، والبعيد كل البعد عن الكياسة، وأدبيات التعامل مع الدول، وتقدير الشخصيات المؤثّرة فيها. وتسمعه يقدّم جرعات من الانتقاد المسموم، الخارج عن سياق الخلق؛ إذ لم يكن خطابه الأحمق سوى استشعار مبكر لهزيمة المشروع الصفوي في اليمن، وضياع نبتتهم الشيطانية هناك، وهذا ما جعله يختار المعركة الخطأ، والمراهنة على قضية فاشلة، تحفها الجريمة السياسية، والخداع، والاستبداد، والطغيان، والظلم.
ولأنه صعلوك مدفوع له الأجر، وحكواتي من الطراز الرفيع في جوقة الردح، ومتبار في ميادين الشتيمة، تعود الخضوع لأمر الولي الفقيه في قم، وتعود الخروج بمناسبة لم تستدع ظهوره أصلاً؛ فبدا - في خطابه المأزوم - بشعور المنهزم داخلياً؛ لأنه يستحيل في أعراف العقلاء، ومنطق الشرفاء الدفاع عن عصابات الحوثي بأمانة، وصدق، واقتناع؛ كون المنطلقات متشابكة مع منظومة المخططات الصهيونية في المنطقة؛ لأن هدفها تفتييت الدول العربية، وتقديم مصالح المشروع الفارسي الاستبدادي على مصالح شعبه، وبلده، وحقوقه الأصيلة، بل لا عجب أن يعلن ذلك صراحة اندماجه، وتماهيه مع تلك المشاريع العبثية.
سيبقى صوتك أيها القزم صدى حقد، وخيبة عميقة لتحريض عدواني، وإثارة الكراهية، والتي ذكرتني بخطابات خادعة، كان يرددها بعض زعماء العرب المنقرضين - خلال الستة العقود الماضية -. وسينقطع وترك اللا حساس عندما حاولت أن تعبّر عنها كحالة نشاز من الجموح الساذج، والجنون الكامل، بعد أن شوّهت صورتك الكاذبة في مخيلة الشعوب التي انخدعت بك، وبذاكرتها.