سامى اليوسف
الصبر عواقبه محمودة دوماً، صبر الأهلاويون كثيرا، وصبروا أكثر على الطبيب النفسي والخبير الفني جروس، فجاءت النتائج مذهلة، عاد معه الأهلي فريقاً لا يخسر، بل ويقدم أمتع فنون كرة القدم، وأكثرها إثارة.
صبر الهلاليون على سيئ الذكر «تدريبياً» ريجي، وعانوا الأمرّين معه، فرزقهم الله مدرباً مغامراً وجريئاً اسمه دونيس .. يقدم الثقة على طبق لكل مشجع هلالي حتى في أصعب الظروف والمراحل.
يستحق الثنائي السويسري كريستيان كروس، واليوناني جوريجس دونيس، وعلى الترتيب هما الأفضل فنياً في الدوري السعودي، فالأول يحسد عمل الطبيي النفسي الحاذق الذي يكتشف علة مريضه ثم يبرع في توفير العلاج الشافي له بخلاف مهارته كمدرب خبير يقرأ خصومه جيداً، ويقرأ مبارياته بامتياز لا يضاهى، فيتدخل في الشوط الثاني، وهو ما يستحق أن نسميه بـ» شوط جروس» ليقلب الطاولة رأساً على عقب في وجه منافسيه، ويذيقهم علقم الخسارة، وهو قارئ بارع أيضاً لقدرات لاعبيه، يعرف من يشرك، وماذا سيقدم له، بدليل تغير طريقة، وأسلوب اللعب، وتنوع هدافي الحسم في الشوط الثاني.
والثاني «اليوناني» كسب ثقة جماهير الزعيم بثقته أولاً بنفسه، لأن الثقة بالنفس هي السلاح الأول في اقناع الآخرين بقدراتك، فهو مدرب مغامر وجريء، والمغامر يمتاز دوماً بروح التحدي والحماسة والطموح وهذه الصفات التي يمتاز بها دونيس انعكست إيجاباً على لاعبي الهلال شكلاً وموضوعاً، فالفريق تحدى بقتالية ظروف النقص المؤثر، والإرهاق جراء ضغط المباريات، واختلاف الأجواء، وأرضيات الملاعب، وحتى سوء التحكيم وأخطائه، وكذلك الحال بالنسبة للاعبين، فكم من لاعب تحامل على آلامه بإخلاص وتضحية من أجل الفريق، ولنا في نيفيز وسالم الدوسري المثال الحاضر.
يغيب لاعبو المحور، فلا يهتز دونيس أو ترتعد فرائصه كسابقه بل يتقدم للنصر بثبات الواثق
يغيب لاعبو الهجوم، فيعد بأن المدافعين سيسجلون، ويتحقق وعده!
على إدارتي الأهلي والهلال أن تحافظا على هذين المدربين، فوجودهما مهم للناديين العريقين، ومكسب للدوري السعودي.