سعد الدوسري
مع الوقت، ومع توسع مفهوم المهنية أو الاحترافية أصبحنا نرى الخصم يصافح خصمه، بحب واحترام حقيقيين، بعد انتهاء وقت المنافسة بينهما، لم يعد هناك مكان لتحويل المنافسة إلى حرب، بل إلى مساحة للتطوير والإبداع. وبهكذا رؤية، نستطيع أن نخلق فضاءً إنسانياً محفّزاً للإنتاج، وأفقاً يمنح الاحترام للجميع.
في مجال الكتابة الصحفية الاحترافية يتناول الكاتب من خلال مقالاته اليومية، عدداً من القضايا التي تؤرق كافة شرائح المجتمع. وقد يصطدم بمسؤول، واضعاً إياه أمام أخطائه وسلبياته وفساده. وقد تتسبب مقالات الكاتب أو مجموعة من الكتاب، في إقصاء المسؤول عن عمله. وهنا، قد يسأل سائل:
- ما موقف الكاتب من هذا المسؤول، بعد إقصائه؟! وما موقف المسؤول من الكاتب بعد مغادرته لمنصبه؟! كيف سيتصرف كل منهما، حينما يلتقيان في مناسبة عامة؟!
هناك كتاب محترفون، تنتهي معهم قضية المسؤول، بمجرد نشرهم لمقالاتهم عنه، من منطلق أن هناك عشرات المسؤولين الذين يجب طرح سلبياتهم، ومحاولة إيجاد آليات لعلاج قصور إداراتهم. مثل هؤلاء الكتاب، يعون أن المناصب ليست ملكاً لأحد، وأن المنابر الإعلامية ليست أدوات لتصفية الحسابات الشخصية. لذلك، فإنهم يفصلون بين الشخصي وبين العام، وقد تجد الواحد منهم يتعامل اليوم بكل ود، مع مسؤولٍ كان سبباً بالأمس في إقصائه.
لقد وقع الكثير من الكتاب الصحفيين في جملة من الأخطاء، فيما نشروه من آراء، إثر إعفاء وزير الصحة عن منصبه. فلقد انساقوا للشماتة، ولم يحاولوا أن يكرسوا الإعفاء لصالح خلق دروس للوزراء الآخرين، وهذا أبعد ما يكون عن المهنية والاحترافية.