سعد الدوسري
بالأمس، طرح عبدالهادي العصار في رسالته التي صاغها باسم شباب الداخل اليمني، سؤالاً مهماً: لماذا أنتم بالذات يا شباب المحافظات الريفية واقفون ضد تمدد الحركات المسلحة ومشروع الحوثي وتنظيم القاعدة والجماعات المتطرفة وتجار ومروجي المخدرات والحشيش؟!
ولقد أجاب إجابةً خائفة: أعتقد بأن الجماعات المسلحة عازمون على تجريف وجر الشباب في أحضانهم، بهدف رميهم في أتون الفتن والحروب.
ويضيف العصار: المشكلة أن هناك أموالاً ودعماً من إخواننا في المملكة العربية السعودية الشقيقة، تقدم من المؤسسات الحكومية والمؤسسات الخاصة والخيرية لدعم اليمن في أزماته، لكن مع الأسف، كل ذلك الدعم يصب في جيوب المافيا والقوى النافذة. والمحزن والمؤلم في الوقت نفسه، لازالت سياسات اخواننا الأشقاء في الخليج والمملكة السعودية بوجه الخصوص، تتعامل بتلك الطريقة القديمة مع ادواتها في اليمن الذين هم السبب في ما نعانيه اليوم. أما إيران، فتستغل الشباب العاطلين عن العمل والأشخاص الذين يعانون من الفقر والظروف المعيشية الصعبة، وتؤدلجهم لصالحها، وهذا ما جعلها تصبح موجودة وبقوة في اليمن.
إذاً، ومن خلال هذه الانطباعات التي رصدها الشاب عبدالهادي العصار في رسائله التي بعثها على بريدي الإلكتروني، يمكن القول إن الشباب هو العنصر الأقوى في المعادلة اليمنية، ومن خلاله تمَّ خطف اليمن، وبه إن شاء الله، سيعود. ويجب الاعتراف بأنه كانت هناك أخطاء في مكان ما في الماضي أو الحاضر، المهم ألا تتكرر هذه الأخطاء في المستقبل، ويضيع اليمن ضياعاً كاملاً. وهذا لن يتحقق إلاَّ بتوخي الحذر في اختيار الرهانات. هذا هو العنوان الرئيس للرسالة التي يوجهها الشباب اليمني للعالم بأسره.