رمضان جريدي العنزي
حسن نصرالله.. لوجهه بقايا رماد، ولون طين، وحاله كلام، ملون بالأسى والبهت والغبار، لنفسه عناد، وليل طويل، وحيداً يسير بلا دليل، تنأى المتاهة به نحو المتاهة، مطرزاً بالتعاسة، ويخطب بالسياسة،
ويرجو الأمان، ويوجس خيفة، لكن ورب الجلال والفضاء وما حوى، هو أغبى غبي، بل أعتى غبي، مساره غدا للبهت والسحت والخيبة رهين، وخوفه تسلل خلف صفوف جهاته، مثل صفيق يريد التعري، فلا شيء فيه يغري، هو غبي، يجيد النقيق كما الضفادع، غراب كبير، ترك التفاح وصناديق البرتقال وعرائش العنب، وجاء بـ(الدلاخة) والبلاهة والأساطير العتيقة، وحكايا الميتين، وحيداً حبى، وحيداً حطب وما جنى، يخفي في فمه المحموم حليب التفاهة، لا شيء عنده يباع أو يشترى، سوى صراخ الطغاة العتاة، سادر بشحوب يشبه شحوب الآفلين، يتهجى أول الحرف، لا يغويه رذاذ الغيمة، ولا شكل النوارس، ويسكن بين الرماد والرماد، لا صباحه يضيء الأراك، وأوهامه لوحات دامعة، خاسر بانتظار الجوائز، سادر في الغي، ويلقي خطابات كسيحة، كلام من قيح ودبق، ومفرداته ليست فارهة كالذهب، لا حقوله حقول، ولا خيوله هي الخيول، قدمه تأوه بالإعياء، لا عنده حبل وصال، بل حبال نفاق وجفاء ورياء، منكسر الخطى، يرجو العزاء، هيمان هزمه الشك، وأثقله العناء، هدهد فر إلى بلقيس لكن لا يعرف كيف يقرئها السلام أو كيف يهديها الكلام، لا يعرف الماء واللون والحرف البياض، سواد في سواد في سواد، يحمل في صوته غثاء شياة أو ما يشبه صوت البعير، حسن نصرالله.. لا يستهوي القلوب، ولا يستغوي العقول، ولا يغمر الوجدان بالوعود والعهود، لا الصدق داره، ولا العهد قراره، مفعماً بالأكاذيب والأعذار، كالثعلب المكار، لا هو ثرى ولا ثريا، ولا مشروع هناء، غجري محموم الطقوس، لا يعرف الاختيار ولا الاعتبار، ولا معادلة الجدال، ولا يعرف كيف يوغل في التحدي، ولا الخوض في النزال، لا المراسي عنده تفيض بأسطولها، ولا الكروم بعروش العنب، ولا السوسنات تزهو بالحلم الملون، العشب عنده في نهار الربيع لا يراقص الندى، حسن نصرالله.. شهقة شيطان، يدس في الرمل نبت ارتباك، ويزرع في الأرض لون السواد، وطعم الملوحة، ووحل الغرق، وكهف التشرد، ومركب الضياع، تكبو خيول الحق في مضماره، يتعبه المدى في القول ويتهيب، وحده يحاول حجب الشمس، يبشر بالليل قبل حينه، ويهتف في منتصف الطريق لغيم السواد، صوته معلول، وخطاباته بها اصفرار وقي وعوج، مهووس بالكلام، يعد النجوم، ويركب بساط الريح بين تخوم السد ومملكة الشخير وأساطير الأولين، كل يوم له ألف حكاية، وألف رواية، وألف مفردة يشربها الصخب والضجيج، كل يوم له ألف خبر، وألف شأن وألف ضحية، وألف قتيل،سن نصرالله.. مثل المزمار يحاول صناعة الألحان والأنغام لكنها تجيء رتيبة وقبيحة ومملة ونشازا.