عبد العزيز بن علي الدغيثر
بصراحة لم أجد مبرراً أو سبباً مقنعاً لاعتذار رئيس النادي الأهلي من جماهير ناديه بعد خسارة فريقه من القادسية وخروجه من كأس الملك، فالخسارة واردة في كرة القدم إذا ما سلمنا بكامل الأمر أن الكرة فوز وخسارة في النهاية، ولا أعتقد أن هناك فريقا لا يخسر حتى ولو استمر طويلا في مسلسل الانتصارات.
وأعتقد أن الأهلي قد ضرب رقما قياسيا وغير مسبوق في عدد الأيام والمسابقات في استمرار الانتصارات ولكن لابد أن يتلقى الفريق خسارة أو أكثر، فاستمرار الحال من المحال، ولكن الملفت للأمر أن جماهير القلعة لم تقتنع ولم تكتف باعتذار رئيس ناديهم ولم يلتمسوا العذر للاعبيهم وما حققوه من إنجاز غير مسبوق في استمرار الانتصارات بل غضبت وكأن الفريق قد حلت به كارثة، ولم تعِ هذه الجماهير ولم تقدر أن فريقها قد حقق أولى بطولات الموسم بحصوله على كأس سمو ولي العهد، ولم تجد العذر لفريها وهو ينافس وحيدا وبكل شراسة وقوة للحصول على بطولة دوري عبداللطيف جميل.
جماهير وإعلام ومحبو الأهلي مخطئون إن هم اعتقدوا أن فريقهم في منأى عن الخسارة، فيجب أن يدركوا قبل غيرهم أن الفريق لم يكن مقنعا في بعض اللقاءات ولم يكن ليخرج منتصرا أحياناً إلا بصعوبة وبضعف، ولكن الغضب والتذمر لا يساعد أبدا على النجاح وهذا ما لا يتمناه عقلاء نادي القلعة الكبير.
مراهقو الإعلام
لا يطغى هذه الأيام صوت أكثر وأكبر من أصوات أرى من وجهة نظري أنها أصوات (نشاز) وغير مشرفين للإعلام الرياضي السعودي، فمنذ أن عرفت الإعلام الرياضي أو غيره ولغة الاحترام المتبادل موجودة بل أكثر من ذلك، فدائما ما تجعل من هو أكبر منك أو أقدم أستاذا تتعلم منه حتى ولو أبسط قواعد المهنة، إلا أن ما يحدث حاليا وفي مختلف الأصعدة وفي عدة منابر مؤسف ولا يعكس الوجه الحقيقي للإعلام السعودي الصادق والمحترم، فمهما وصلت حدة الاختلاف تظل هناك مبادئ لا يمكن تجاوزها وقد يكون الاحترام وانتقاء الألفاظ الأهم، ولكن ما نسمع ونقرأ أمر لا يقبل ولا يشرف حتى وصل الأمر إلى تحرك مسؤولين لإيقاف هذا العبث ومحاولة إيقاف كل من يسيء أو يتجاوز، والمؤسف أن هذه التجاوزات والإساءات لم تخرج من إعلاميين مبتدئين أو متدربين صغار في السن بل بالعكس خرجت وتجلت من خلال كبار في السن (شيبان) يخجل أن يستمع الإنسان لما يطرحوه أو يناقشوه أو يختلفوا حوله، حتى بعض الصحف دأبت على الإساءات والإثارة المسيئة ورغم وجود عقلاء وكبار إلا أن ما يؤسف له أن الفشل والمآسي دائما ما يشوهان صورة الناجح والمتميز، وكما هو معروف التفاحة الفاسدة تعدم وتخرب بقية التفاح وهذا ما هو حادث حالياً مع الأسف الشديد.
نقاط للتأمل
- لم يكن هناك أي مفاجأة في مباريات كأس الملك حتى الآن ومن يعتقد أن خروج الأهلي على يد القادسية مفاجأة فهو مخطئ فالقادسية بطل وله مواقف مع جميع الفرق، والآن هو الأوفر حظا في التأهل والعودة مجدداً لدوري عبداللطيف جميل.
- توقعت فوز القادسية ليلة المباراة من خلال برنامج كل العرب (صدى الملاعب) وذلك لعدة معطيات وليس مصادفةً وقد يكون من أبرزها إرهاق لاعبي الأهلي وتميز لاعبي القادسية هذا الموسم.
- تأجلت مباراة نجران والنصر في مسابقة كأس الملك لأسباب خارجة عن إمكانية البشر وهي إقفال الأجواء الملاحية للطيران بسبب الأحوال الجوية وقد أوّل البعض التأجيل لأسباب أقل ما يقال عنها إنها سخيفة ومع الأسف إن مصدرها من بعض النصراويين أنفسهم.
- عودة الهلال القوية واستمرار انتصاراته تعود إلى أسلوب مدربه الجديد وتفاعل اللاعبين معه لتلافي استمرار الفشل الذي خلفه المدرب السابق ريجي ومن معه الذين حضروا للحصول على أكبر كمية من المال والعودة للمكان المفضل لهم.
- وجد مدرب النصر إحراجا كبيرا فمارس تخبطا غير مسبوق وهذا واضح منذ إصابة أبرز لاعبيه في خط الوسط وقد يدفع الفريق ثمن هذا التخبط في ظل عدم وجود البديل المناسب الذي يعول عليه ويكون مكان غالب أو الفريدي.
- حقق فريق لخويا القطري بطولة دوري نجوم قطر للمرة الرابعة في تاريخه البالغ 5 سنوات فقط ومع هذا وجدنا الكل يبارك ويشيد ولم نجد من يشكك ويتهم ويقلل، إنه غياب الفكر الحضاري لدينا فقط.
- خروج الفريق الاتفاقي من كأس الملك على يد التعاون كان متوقعا فالاتفاق يعيش أسوأ مراحل حياته ولم يعد بيد إدارته عمل المزيد لضمان تميزه وأكبر دليل استمرار تواجده في دوري الأولى للموسم الثاني وهذا ناتج لعدم القناعة بترك الكرسي لدماء شابة جديدة.
- إذا تجاوز الفريق النصراوي نجران في مسابقة كأس الملك فأتوقع أن يلتقي قطبا العاصمة النصر والهلال على النهائي مع احترامي لفريق الشباب الذي تجاوز أبها بكل صعوبة.
خاتمة
(الوطن أمانة في أعناق أبنائه كيف لا ونحن نحظى بأشرف بقعة على وجه الأرض، فالله الله بدحر الشائعات وعدم تداولها والتكاتف لإحباط كل ما يتمناه ويرجوه أعداء هذا البلد الطيب).
ونلتقي دائما عبر جريدة الجميع «الجزيرة» ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.