خالد الربيعان
كنت متردداً في كتابة هذا الموضوع لقناعة في نفسي أحتفظ بها، ولكن بعد أن فكرت كثيراً قلت في نفسي إن أذواق الناس تختلف وأفكار الناس أيضاً تختلف، وتقبل الأفكار والأطروحات تختلف أيضاً بينهم، ولذلك كتبت هذا الموضوع لأرى الاختلافات في تقبُّل مضمون هذا الموضوع، وهو أن المال أصبح هو الوقود بغض النظر عن جميع الاختلافات حول هذا الموضوع.
فمباراة تشيلسي وباريس سان جيرمان الأخيرة في دوري أبطال أوروبا والتي انتهت بتأهل الفرنسيين لدور الثمانية - ربع النهائي - بعد إحراز هدفين في معقل البلوز تشيلسي «ستامفورد بريدج».. شاهدنا قتالاً غير طبيعي من لاعبي سان جيرمان أمام لاعبي تشيلسي.. بسالة غير عادية.. انتهت بتسجيل هدف التعادل القاتل في العشر الدقائق الأخيرة من المباراة.. فما السر في هذا الأداء القتالي من لاعبي سان جيرمان؟.. والتخاذل غير المبرر من لاعبي تشيلسي؟؟!!
السر يكمن في الدافع وراء رغبة اللاعب في الجري داخل المستطيل الأخضر.. وبالتأكيد ليست الوطنية هي دافع لاعبي باريس سان جيرمان (الفرنسي).. فمسجلا الهدفين كانا «لويز» و «تياجو سيلفا» (البرازيليين)!!, هذه الأيام أصبح المحرك الأساس للاعب كرة القدم هو المال، وليس غيره!
فقبل المباراة أعلنت إدارة سان جيرمان عن مكافأة بلغت 250 ألف يورو لكل لاعب في حال تجاوز تشيلسي، وهي مجموع 100 ألف يورو مكافأة التأهل لدور الـ16، و150 ألف يورو مكافأة التأهل إلى دور الثمانية!!
على الجانب الآخر، فمورينهو أكد عدم رصد أي مكافآت في حالة تحقيق الفوز، وأن لاعبي تشيلسي يتقاضون رواتب عالية، ولن ينالوا مكافآت على (عملهم)!!, هذا يشرح عملياً سبب القتال الرهيب من لاعبي سان جيرمان.. وكسل لاعبي البلوز!!
الآن أصبحت مفاهيم كرة القدم تحت مظلة الاستثمار الرياضي، ومن خلالها عمد رئيس النادي الباريسي على العمل على رفع قيمة النادي مادياً وجماهيرياً ليس في فرنسا فقط، بل العالم أجمع وطريقة التعاطي مع هذا الفكر تختلف من نادٍ إلى آخر كثيراً, والإدارة القطرية للفريق الباريسي عرفت أيضاً أسرع الطرق وأكثرها تأثيراً، ويعرفون أيضاً من أين تُؤكل الكتف في هذا الزمن كما يقولون.. فغاية اللاعبين في هذا الزمن، وفي عالم كرة القدم مع الأسف ليس الطموح ولا الحماس.. بل هو المال ولا شيء غيره، وهذا ما اتقنه مسئولو باريس سان جرمان!!
إدارة باريس القطرية حددت أيضاً 200 ألف يورو لكل لاعب مكافأة للتأهل لما قبل النهائي, وإذا تم التأهل للنهائي بدون الفوز به!.. ستكون هناك مكافأة 250 ألف يورو أخرى!.. فتخيّل نفسك أحد لاعبي سان جيرمان.. ولتتخيل نفسك تجمع 700 ألف يورو أي ربع مليون يورو تقريباً مكافآت فقط ومن بطولة واحدة!.. بغير حساب مكافآت الفوز بها!!، بالتأكيد ستفعل المستحيل داخل الملعب من أجل الفوز.. وستنزف آخر قطرة عرق لآخر ثانية في المباراة، وربما ستتحامل على نفسك أيضاً لو كنت مصاباً!!
في تلك المباراة رأى خبراء التسويق الرياضي والاستثمار الكروي مباراة أخرى بين «إبراهيموفيتش» مالك تشيلسي و «الشيخ تميم بن حمد» مالك باريس سان جيرمان.. مباراة كسبها الأخير.. بجدارة!
عموماً، لغة المكافآت أو وقود المال هو بند جديد في عالم عقود اللاعبين يجب أن لا يتم إغفاله لأنه طاقة لا حدود لها عند اللاعبين.