الحزم بداية فجر جديد لعهد مجيد يقوده سلمان العتيد.. البداية في اليمن والنهاية توفيق آخر لسياسة تجمع بين الحزم والحكمة تنتهجها المملكة العربية السعودية تحتل بها مكانتها المستحقة بين دول العالم علمياً وسياسيا واقتصاديا وعسكرياً. الحلم لايعني الضعف بقدر مايعني التأني والحكمة، وهكذا صاغت المملكة سياساتها مع العالم وبدأت الآن بالانتقال الى المرحلة التالية: مرحلة الحسم والحزم استمرارا لعهد المؤسس الملك عبدالعزيز-طيب الله ثراه- ومواصلة لسياسة المملكة مع جيرانها وأشقائها.
كانت ولازالت المملكة خير شقيق لليمن السعيد فتكفلت بتحمل مسؤولية حل مشاكل اليمن الناتجة عن الربيع العربي وقدمت المبادرة الخليجية ووظفت كل إمكانياتها ليحيا اليمن سعيدا فعلا لا اسما فحسب، وليسترد عافيته بعد أن أحاطت به مخاطر التشتت والتفرق. لقد أبى المخربون والمفسدون وعلى رأسهم علي صالح وزمرته الحوثيون إلا سلوك طريق التدمير والتخريب. فجاءت نداءات الشعب اليمني من خلال رئيسه الشرعي عبد ربه منصور هادي. ولبى نداء الواجب والأخوة العربية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز-حفظه الله- نصرة للشرعية والعدل والأمن الداخلي والإقليمي لنزع فتيل الفوضى وإعادة الأمور إلى نصابها.
إن هذا القرار الحكيم والحاسم لعاصفة الحزم لم يكن وليد اللحظة بل كان نتاج صبر طال أمده وتخطيط استراتيجي بصير بعواقب الامور. لقد فتحت المملكة أبوابها لجميع الأطراف في اليمن لحل مشاكلهم الداخلية بما يكفل الأمن الداخلي والإقليمي وعملت كعادتها بمبدأ النوايا الحسنة مع جميع الأطراف ولكن صالح والحوثيين كان لهم أجندة خفية لا تخدم البلاد والعباد في اليمن، بل تجسد سياسات وأجندات خارجية معادية للمملكة ودول الخليج خاصة والعالم العربي عامة هدفها الدمار وإعادة تشكيل الشعوب وهندسة العقائد على أساس طائفي ومذهبي لايمت للاسلام ولا للإنسانية والمدنية باي صلة.
إن حكمة خادم الحرمين في قرار عاصفة الحزم لها أبعاد سياسية وإستراتيجية تفوق التفكير التقليدي, فهذا القرار يثبت خارطة اليمن السياسية في جغرافية العالم. وهذا يقود الى إعادة سياسة التعامل الحازم مع الحركات الإرهابية محلياً ودولياً وليعلم الجميع من قريب ومن بعيد أن المملكة ستتعامل بكل حسم مع من تسول له نفسه العبث مع المملكة أو حتى مجرد التفكير في ذلك.
لقد أثبتت المملكة عبر التاريخ حكمتها وقوة صبرها وحزمها فتعاملت مع حرب الخليج بحكمة وحسم وكسبت الرهان، وصبرت وحسمت في البحرين وكسبت الرهان، واليوم سلمان المجد يعيد الكرة في اليمن ويكسب الرهان.
إن تأييد العالم الشريف لعاصفة الحزم لم يات من فراغ بل من واقع جديد فرضه متغيرات العالم وجسده الصدق والحزم فلا مجال بعد اليوم لضعيف في ظل فجر جديد لعهد مجيد يقوده سلمان العتيد.
د. صلاح عايض آل فروان - جامعة المجمعة - أستاذ اللغويات التطبيقية - وكيل كلية العلوم والدراسات الإنسانية برماح للجودة والتطوير ورئيس قسم اللغة الإنجليزية