عثمان أبوبكر مالي
في مثل هذا التوقيت (تقريبًا) الموسم الماضي كانت أشهر عبارة مرفوعة في الوسط الرياضي، بل المجتمع بكامله هي العبارة النصراوية الشهيرة: (متصدر لا تكلمني) التي كانت تجد الرواج والقبول والتباهي وكانت بمثابة محفز كبير للكتيبة النصراوية التي كان يقودها المدرب الأرجواني (جوزيه دانيل كارينيو) وعندما كان متبقيًا للنصر مباريات مهمة في جدول الدوري كنا نقول: إن النصر بطل الدوري لأنه (الأقوي والأميز) ولا يوجد فريق يمكن أن يوقفه، وبالرغم من تخوف بعض النصراويين ذلك التوقيت من الترشيحات والتأكيدات واعتبارهم أن ذلك (تخدير) لفريقهم إلا أن الواقع فرض نفسه وأصبح النصر في النهاية بطلاً للدوري بعد سنوات من الابتعاد والحرمان.
اليوم وفي نفس التوقيت النصر يتصدر الدوري، لكن الكثيرين وأولهم بعض العقلاء من النصراويين لا يرشحونه ولا يتوقعون أنه سيستمر وسيحافظ على موقعه ويدافع عن لقبه.
وما يراهن عليه الكثيرون أن فرض الواقع نفسه فإن اللقب متجه إلى منافسه وملاحقه فريق النادي الأهلي، وليس ذلك لأن الأهلي وصيفه أو لأنه فاز عليه في مواجهة الفريقين النارية، وأكَّد في الإياب فوزه في الذهاب؛ وإنما لأن الأهلي قدم نفسه على أنه (الأقوى) هذا الموسم وكان من وقت بعيد الفريق (الأميز) من حيث الأداء والمستوى، ومن حيث الروح والإصرار والعزيمة لدى اللاعبين، ولذلك كان الفريق حتى في المباريات التي (يتراخى) فيها لاعبوه أمام فرق الوسط والمؤخرة والفرق غير لمنافسة يدرك النتيجة الحتمية والمطلوبة التي أبقته حتى الآن من غير هزيمة هذا الموسم.
فيما تبقى من مشاوير الدوري يصعب على أي فريق أن يوقف الأهلي، ومن الصعب أن يرشح فريق لهزيمته، بينما الفريق النصراوي سيصعب عليه وهو بحالته الفنية الحالية الإبقاء على فارق النقطتين في المباريات الست المتبقية التي سيلعب نصفها أمام فرق قوية ومنافسة، ستعمل بقوة من أجل الإطاحة به ليس خدمة للأهلي وإنما لمصلحته وبحثًا عن نقاطه التي ستفيدها في التقدم، ولأن الأهلي القوي والأميز فهو قريب وبجدارة من أن يجمع (مع الكأس) الدوري في نهاية الموسم فتعود إلى أنصاره نغمة.. يا أهلي.. (بطل الدوري وبطل الكأس).. والله زمان!!
كلام مشفر
عوامل كثيرة تقف في صالح الأهلي وفرضية استمراره لعل أهمها وأقواها (الدوافع الذاتية) لدى لاعبيه، فمن الواضح أنها تضاعفت عن أي وقت مضي، إضافة إلى الأدوات التي يمتلكها الفريق والعناصر التي تدعم صفوفه.
دكة البدلاء في الأهلي أصبحت بقوة المستطيل الأخضر وبعد أن أشعل مدربه (كريستيان جروس) المنافسة بين لاعبيه أصبح أي اسم أو عنصر احتياطي في الفريق يمكن أن يكون لاعبًا أساسيًا ويسحب البساط من زملائه ويحقق نجومية الفريق كما فعل أكثر من لاعب آخرهم سلمان الموشر.
إذا كان ثمة ما يتخوف منه الأهلاويون فإن مخاوفهم يجب أن تكون من فريقهم ومن لحظات استرخاء تنتاب اللاعبين في مباراة قد تكون قاصمة الظهر أو حتى من لحظة ارتخاء وموجة غرور عابرة تمر باللاعبين فتغرقهم في نقاط مباراة غير متوقعة.
أما النصر فإن أمام إدارته عملاً شاقاً لتدارك وضعه نفسيًا وعناصريًا وفنيًا أيضًا، من خلال مراجعة دقيقة وتهيئة جديدة للفريق واللاعبين، وتجديد وتأكيد الثقة بالعاملين في الجهازين الإداري والفني، خاصة من قبل الجماهير النصراوية.
إذا لم تتضافر الجهود من قبل أدوات العمل في العالمي خلال الفترة المقبلة؛ فإن الخوف على النصر ليس فقط من فقدان اللقب وعجزه عن الدفاع عنه، وإنما قد يتراجع عن ذلك ويتقدم المنافسون ويجد نفسه في مركز متأخر.. الرابع مثلاً!
من حق بعض الأهلاويين التخوف من نتيجة مباراة الاتحاد والنصر المقبلة أكثر من تخوفهم من أي مباراة أخرى للنصر، على خلفية (مواقف) سابقة لفريقهم وبعض لاعبيهم ضد الاتحاد في مشاهد منافسات سابقة بين الاتحاد والهلال، واعتقادهم أن الاتحاديين ربما يتعاملون مع المباراة بنفس المبدأ ورد الدين!
لكن (كلا ثم كلا) فالعميد ليس في تاريخه سوى المنافسة الشريفة و(اللعب النظيف) والصراع من أجل اسمه وتاريخه ومكانته ومبدئه في ذلك لا يتغير، أكان منافسًا، أو مشاركًا أو مجرد (كومبارس) ولذلك فإني أنصح المتخوفين من الأهلاويين أن يطمئنوا ويضعوا في بطونهم (بطيخة صيفي) كما يقول المثل.
إن فاز النصر فسيكون ذلك بقوته وأدائه ومستواه، وإن فرض الواقع نفسه فالاتحاد يبحث عن نقاط المباراة بكل ما أوتي من قوة، ليس لأنه يريد أن يهزم النصر ولا رغبة في خدمة الأهلي وإنما بحثًا عن مصلحته ونقاط المباراة، ومن الآن خذوها منى في كل الأحوال وكل مبارياته سيلعب العميد للتاريخ!