غسان محمد علوان
استفحل الأمر، وغدا المشهد خانقاً بل ومنفراً. ولأن للرياضة أخلاق الفرسان، فهي لم تنزل إلى الحضيض لتواجههم أو على الأقل لتذبَّ عن حياض جمالها ورونقها.
رغم ذلك، يصرّون على الخروج عن النص. يتعمدون السقوط الحر فيزيائياً، المقيّد بسلاسل الجهل. فالعاقل يرى بأم عينه حدوداً لما يقول، احتراماً للمنصت وتقديراً لذاته.
والعاقل أيضاً يعي في قرارة نفسه أن للمنافسة ثوابت، ننطلق منها ولا نولّيها ظهورنا مهما اشتدّت أو حمى وطيسها.
لذلك، هم يقومون بعكس كل ذلك.
فأصبحت التهم ترمى جزافاً بألسنة لم تعد تفرق ما بين ما يصحّ قوله في المجالس الخاصة بغرض المزاح أو المبالغة، وما بين ما يقال على التلفاز أو الإذاعة على مسامع ملايين البشر.
قلت ذات تغريدة: (كم أشفق على أبناء مهرجي الرياضة، فقمة الألم أن يعيّر الابن بوالده بدلاً من أن يفاخر فيه). هم كذلك حقاً.
ينطقون بلا عقل، يرتكزون على إرثٍ كبير من الكراهية يتعدى بكثير حبهم لأنديتهم.
يجب أن يبرز في ظل هذا العبث رجال يأخذون بزمام المبادرة لوقفهم ونفي أفكارهم من وسطنا الرياضي وإلى الأبد.
يجب على مقدمي البرامج البحث والتمحيص في تاريخ كل من تتم استضافته. وإن لم يقوموا بذلك، فيجب على مدرائهم القيام بذلك بل وإجبارهم على الانتقاء الصحيح.
فليس للكارهين مكان. وليس لمن استعذب بذاءة اللسان كلام. وليس لمن لا يعي دور الرياضة وجماليتها وفروسيتها مكان.
لست هنا بداعٍ لمدينة فاضلة، ولكن لكل صبر حد، ولكل عبث نهاية.
فاجتثّوهم من أمام أعيننا، فلم يعد أولئك المهرجون مضحكون على الإطلاق.
بقايا...
- اشتدت المنافسة في آخر منعطفات الدوري، وثلاثي المقدمة لم يدع للمفاجآت مكان رغم اختلاف حجم الفرص.
- لقاء الهلال والنصر في الجولة قبل الأخيرة هو لقاء تحديد بطل. هكذا أراه.
عبدالله عطيف وأحمد الفريدي هما آخر ضحايا إصابة الرباط اللعينة. تكاثر الإصابة بهذا الشكل المفزع يستحق التوقف عنده كثيراً. شفى الله الجميع، فلم نعد نحتمل فقدان المزيد.
- الليث الأبيض يئن من جراح محبيه. ثلاثيتان موجعة لم يعتد عليها هذا الكبير أعلنت وصوله للقاع. يجب على رجالات الشباب التصرف وبسرعة لكي لا يستشري هذا المرض في ذاك الجسد الأبيض.
- الاتهام بالعمالة ليس ضرباً من ضروب الدفاع عن الفريق أو حماسة محب. هو بكل بساطة فعل يجرّم عليه صاحبه، ليتعلم انتقاء كلماته قبل إيذائنا بها.
- مع دونيس، عاد للهلال ثقله واتزانه. دفاعياً الهلال الأفضل في الدوري لمجرد إيجاد تنظيم دفاعي وتغيير حارس. قلناها مراراً، كل ما يحتاجه الهلال هو مدرب طبيعي فقط.
خاتمة...
إن السلاح جميع الناس تحمله
وليس كل ذوات المخلب السبع
(المتنبي)