عبد الاله بن سعود السعدون
سبق إعلان التحركات العسكرية لعاصفة الحزم حملة خليجية دبلوماسية ناجحة شملت الجوار العربي والإقليمي؛ من أجل شرح الأهداف الرئيسية لهذه الخطوة التصحيحية في إعادة السلطة للشرعية في اليمن بعد اغتصابها بالقوة من قبل عصابات الحوثي وشل الحياة السياسية وتدمير المؤسسات الرسمية، ووضع رئيس الدولة المنتخب وحكومته تحت الإقامة الجبرية مما عرض البلاد اليمنية لخطر الحرب الأهلية وتأثير هذه الفوضى الأمنية على الأمن القوي العربي، بعد فتح مطار صنعاء للطائرات الإيرانية لتبدأ رحلاتها المنتظمة لنقل الأسلحة وجنود الحرس الثوري لمساندة الحوثيين وأنصار الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح وتثبيت استيلائهم على السلطة بصورة كاملة بعد التحرك نحو العاصمة الاقتصادية عدن وانطلاق عاصفة الحزم لتلبي استغاثة الرئيس الشرعي المنتخب منصور عبد ربه هادي وجاء التأييد والدعم العربي الخليجي قويا وسريعا مع مشاركة الأشقاء في المملكة الأردنية والمغربية والسودان ومصر العربية في قوات عاصفة الحزم، تجسيداً لنجاح الدبلوماسية الخليجية في حشد القوى العربية في هذا التحرك المبارك الذي كنا نتمناه وننتظره لاستعادة الكرامة العربية وقطع دابر التدخل الإيراني السافر في شؤوننا الداخلية، مستغلة الفوضى السياسية والأمنية التي رافقت ما يسمى الربيع العربي وحاولت بصورة عدائية تحريض مليشيات الحوثي للعصيان المسلح على الدولة الشرعية واغتصاب السلطة بالقوة، واثبت أسر المقاومة الشعبية في مكلا ضباط إيرانيين برتب عليا لهو تأكيد لتورط إيران بمشاركة الحوثيين بحربهم الطائفية ضد الشرعية اليمنية.
وشكلت الزيارات العديدة التي شهدتها العاصمة السعودية الرياض لرؤساء دول الجوار الإقليمي ووزراء دفاعاتهم لمؤشر إيجابي لنجاح الجهود الدبلوماسية المرافقة للحركات العسكرية لعاصفة الحزم لتركيز التأييد والدعم الدولي لأهدافها التصحيحية في استعادة الشرعية في اليمن الشقيق، وجاء الجهد الخليجي المشترك في مجاله الدولي بعرض مشروع قرار أممي مقدم لمجلس الأمن الدولي لتحقيق السلام الدائم في الشقيقة الجارة اليمن بإقرار فقراته الرئيسية بضرورة استئناف عملية الانتقال السياسي في اليمن بمشاركة جميع الأطراف السياسية والالتزام بوحدة وسيادة واستقلال أراضي اليمن والوقوف إلى جانب الشعب اليمني ومحاربة الإرهاب، ويدين بأشد العبارات بالإجراءات الأحادية التي اتخذها الحوثيون وفشلهم في تنفيذ القرارات الأممية وسحب قواتهم من المدن والمؤسسات الحكومية، وأيضاً حظر تزويدهم بالأسلحة وتجميد الأصول الخاصة بالمنشق عبد الملك الحوثي وأحمد صالح رئيس الحرس الجمهوري السابق ومنع سفرهم من اليمن بقرار أممي يندرج تحت الفصل السابع الملزم التنفيذ بالقوة.. وحين إصداره بهذا المحتوى بعد تخطي الاقتراحات الروسية والمفرغة لمحتواه المبنية على تحرك إيراني للتأثير على القرار الروسي، ويشكل هذا المشروع الخليجي نجاحاً واضحاً للدبلوماسية المشتركة لدول التحالف الخليجي ويعطي بعداً دولياً لأحقية عمليات عاصفة الحزم لاستعادة الشرعية في اليمن الشقيق.
وقد حقق التأييد الأذربيجاني لعاصفة الحزم صفعة قوية للتمدد الإيراني في العالم العربي، والجمهورية الأذربيجانية تجاور الحدود الشمالية لإيران وأخذت درساً موجعاً للغدر السياسي من ملالي طهران بتأييدهم لأرمينيا في النزاع الأذربيجاني الأرمني على إقليم كاراباخ الحدودي الغني بالغاز والبترول، وإبداء العداء للشعب الأذربيجاني المسلم الذي ينتمي أغلبه للمذهب الشيعي غير المعترف بولاية الفقيه ومنحهما لتأييد لأرمينيا الأرثوذكسية الديانة.
يشكل تأييد أذربيجان لعاصفة الحزم وحشد قواتها المسلحة عند الحدود الإيرانية نجاحاً باهراً للدبلوماسية الخليجية المساندة للعمليات العسكرية لعاصفة الحزم..
ويكفي عاصفة الحزم تحقيقها لوحدة القرار والدم للقوات العربية المسلحة ومشاركتها السريعة والشجاعة لنصرة الحق والشرعية في اليمن الشقيق، وإحياء الشعور القومي لكرامة الأمة العربية التي يزهو الشعب العربي بنتائجها المباركة بإذن الله.