عبد الاله بن سعود السعدون
إن رسوخ العقيدة الإيمانية التي يتمتع بها عالمنا العربي وتمسكه بتعاليم ديننا الإسلامي الوسطي الحنيف وتشرفه باحتواء أرضه المباركة للحرمين الشريفين وبزوغ نور الدعوة المحمدية من سمائه، كل هذه الدوافع الروحية التي تتركز في الذهن العربي المسلم محفزة كل طاقاته المادية والبشرية نحو السلم والسلام مع التمسك التام بقوة رد التعدي الهادف أمننا ومكتسباتنا الاقتصادية وساعياً للتحريض الطائفي لفك وحدة الشعب العربي وإثارة الفرقة المذهبية بتغليب طائفة على أخرى.
من أجل خدمة هدف التمدد الفارسي على حساب التراب العربي ومستقبل أجياله القادمة، فالتمسك برساخة العقيدة وقوة الإيمان تمنحنا القوة والعزيمة لتحقيق أهدافنا السامية، ويعطينا بعداً واسعاً للتلاحم والتعاضد بين القيادة والشعب ليخرج قرارنا السياسي واحداً قوياً ليخدم وبالدرجة الأولى مصالحنا العليا من أجل خير الأمة وصون كرامتها بتوحد العقول والقلوب حين الشدائد وتظهر وبسرعة بصورتها الأخوية بقوة القرار السياسي وعفوية التجاوب لتنفيذه مبنياً على أسس العلاقات المتينة بين دول الشعب العربي وتجسيد فعلي للتضامن العربي ووحدة المصير المشترك في المشاركة الفورية بعاصفة الحزم وقمة شرم الشيخ وإعلان ولادة المشروع العربي الاستراتيجي الجديد وما نتج عنه من قرارات هامة أبرزها تشكيل قوة ردع عربية مشتركه تحت مسمى (الدرع العربي) لينضم له درعنا الخليجي العربي بوحدة عسكرية من أجل صون كرامة الوطن العربي الكبير من تهديد كل حاقد طامع..
ويشكل الموقع الجيوسياسي للعالم العربي قوة مضافة لمشروعنا الجديد ويعطيه تمييزاً وزخماً عالياً في قوة التأثير الإيجابي بمحيطه الإقليمي والدولي وبجغرافيته الاقتصادية التي حباها له الرحمن عز وجل لاحتواء أرضه للعديد من الثروات الطبيعية التي تشكل المصدر الأول للطاقة المحركة لاقتصاديات العالم، فالبترول ليس سلعة استهلاكية فحسب بل قوة سياسية واقتصادية مؤثرة إقليمياً ودولياً إن حسن استخدامها بتوازن عادل مؤثر على اقتصاديات العالم مما يجعل خططنا السياسية والاقتصادية موفقة وناجحة وعميقة التأثير في السياسة الدولية وتأتي بمردود إيجابي يخدم قضايانا المصيرية وتثبيت مبادئ الاحترام والتقدير لوجودنا العربي في المجالات الدولية لتطبيقها بحكمة وعقلانية عالية وأؤكد هنا وبكل الفخر والإعجاب لدبلوماسية بلادي المملكة العربية السعودية ورائدها سمو الأمير سعود الفيصل -حفظه الله- الذي أذهل العالم بعمق فكرة وتوازن آرائه أمام القضايا القومية والدولية بشجاعة الحق وقوة العدالة وكان ويبقى كما عرفناه أمده الباري بالصحة والقوة فارس الدبلوماسية العربية المدافع عن حقوقها وكرامة شعوبها في المحافل الدولية...
وأشيد أيضاً بسياسة الدول العربية الخليجية في مجال اقتصاديات البترول واتجاهها نحو التوازن في الإنتاج والأسعار في الأسواق الدولية تحت مظلة وأهداف أوبك المحققة للاستقرار في اقتصاديات العالم.. وقد تعدت المملكة العربية السعودية جوارها الإقليمي وأصبحت المثال الحي لنمو الاقتصاديات العربية ومراحل التطور والتنوع في اقتصادياتها لدخول عالم الدول العشرين المتطورة مالياً واقتصادياً بفضل الله سبحانه ومن ثم لارتفاع مستوى الوعي والإدراك الفني والمهني للمخططين والمنفذين في هذه الدولة المباركة وهي الأنموذج المثالي علمياً والقدوة للأشقاء العرب والمسخرة لكل قراءاتها المالية وعلاقاتها الدولية المميزة لخدمة المشروع الاستراتيجي العربي الجديد..
ويزهو عالمنا العربي بالكفاءات العلمية والمهنية في كل صنوف علوم الحياة العامة وشعارهم الثابت حب الوطن والإخلاص للمبادئ السامية وينبوعها المتدفق مكارم الشيم الإسلامية والعربية وإطارها الإنساني فكل الولاء والوفاء لقادتنا المخلصين الذين بايعناهم بالولاء والطاعه على كتاب الله وسنة رسوله العربي الأمي وبإرادتنا الحرة ومنبعها الإخلاص والالتزام لولي الأمر الذي تسلم الأمانة وصانها وأدى الواجب الشرعي والوطني بما يرضي الله سبحانه ويصون أمننا القومي وبأعلى مراتب الجهد والقوه وترجم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود سلمه الله وأشقاؤه ملوك ورؤساء العالم العربي دعوة الأمة وتطلعاتها بقوة القرار العربي الموحد عاصفة الحزم التي جاءت لتعلن ميلاد المشروع الاستراتيجي العربي وغده المشرق الذي جسد قوة وصلابة الردع العربي الموحد أمام كل تهديد لأمننا القومي المشترك. وهذه العاصفة المباركة أعادت للأمة العربية هيبة كرامتها القومية وفرض احترام وجودها وكيانها السيادي.. فهذا الزلزال العربي الذي كنا ننتظره وندعو له ليقطع الأذرع الإيرانية في اليمن العربي التي توهمت هذه الشرذمة الإرهابية ومحرضها النظام الإيراني بأن امتدادها في أرضنا وتسميم أفكار شعوبنا بخرافاتها المذهبية الطائفية ستؤثر على صلابة وحدته الوطنية وتلاحمه مع قرار قيادته الصادقه إلا أنهم نسوا أو تناسوا أننا أحفاد أبطال القادسية التي شرفت أرض وشعب إيران بنشر تعاليم الإسلام الحنيف بديلاً عن عبادة نارهم المجوسية وجسدت مبادئه الإنسانية السمحاء بشعار المحبة والسلام لكل شعوب الأرض (لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى وسلمان الفارسي منا أهل البيت) هكذا كنا وسنبقى أسمى من كذبهم وإشاعاتهم المضللة لمدمني وسائل الاتصال الاجتماعي من أدعياء التغريد خارج السرب بهذيان المحموم الحاسد عملاء المصالح الاستعمارية وليخدم الأعداء بنشر سمومه وشكوكه غير المبررة والمرفوضة من كل وطني غيور ولن يوثر صوتهم النشاز على وحدتنا الوطنية المتماسكة والمدركة لحساسية وأهمية المرحلة التي تمر بها أمتنا العربية والتي تتطلب من الجميع وقفة مسؤولة وموحدة صادقة مؤيدة
لمشروعنا العربي الجديد الذي ترجمته عاصفة الحزم على أرض الواقع وأعلنه بطل العروبة سلمان بن عبد العزيز وحدد مؤتمر القمة في شرم الشيخ أطر منهجه الفعلي بتوجيه رسالة شجاعة لكل العالم مستنداً على سلام القوة وحزم العدالة بأحقية تلبية نداء واستغاثة الشرعية الدستورية في اليمن المغتصب من عصابة الحوثيين والمنشق عبدالله صالح وطفله المدلل فجاءت الاستجابة سريعة وشجاعة بعاصفة الحزم والمحاطة بتأييد ودعم الجوار الإقليمي الإسلامي ممثلاً بالردع النووي في باكستان الشقيقة وقوة الآلة العسكرية المميزة بالتفوق الصناعي التركي الشريك والشقيق الاستراتيجي لدول عالمنا العربي... أما مصير المتخلف سياسياً والممثل لسلطة ملالي طهران فقد اعتقد فرحاً أنه طوق عالمنا العربي بهلاله الفارسي وصحى مذهولاً على وقع ضربات نسور العروبة البواسل بصواريخ الحق يدكون جحور عملائه الحوثيين وتصفيتهم بأمر الله، وقد أفاق من غفوة كوابيسه الزرقاء ليجد مشروعه الفارسي محاصراً من جهاته الأربعة بالمشروع العربي المدعوم بقوة أشقائه المخلصين، الأتراك والباكستانيين وكل محبي السلام من أصدقائنا في العالم بشرقه وغربه وتزامنت انتفاضة أحرار البلوش وعرب الأحواز ليضعوا وبعون من الله سبحانه نهاية التسلط والظلم لعهد ملالي طهران المظلم..