ماجد البريكان
دروس عاصفة الحزم التي تقودها المملكة على رأس تحالف عربي لدعم وإعادة الشرعية في اليمن الشقيق، دروس عظيمة ولعل في صدرها تلك اللحمة الوطنية الكبيرة التي أظهرها الشعب السعودي ووقوفه خلف قيادته في نصرة الحق ودعم الشرعية. عكس قرار بدء عاصفة الحزم حكمة وعبقرية القيادة السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وجاءت عمليات التحالف استجابة للشرعية اليمنية التي يمثّلها الرئيس عبد ربه منصور هادي بعد أن تشرذم الجيش اليمني وتحول إلى عصابات تديرها جماعة الحوثي والرئيس اليمين المخلوع علي صالح. عشر دول بادرت ولبت النداء الذي أطلقته السلطة الشرعية في اليمن، لحماية اليمن وشعبه من عدوان الميليشيات الحوثية التي هي أداة في يد قوى خارجية لم تكف عن العبث بأمن واستقرار اليمن الشقيق.
وتهدف هذه العملية إلى الدفاع عن الحكومة الشرعية ومنع حركة الحوثيين المدعومة من إيران من السيطرة على البلاد، وليس لإثارة حرب مذهبية أو طائفية كما يروّج لذلك المتآمرون على دينهم ووطنهم وتذيعه أبواقهم الباطلة، وذلك بعد أن كشفت عاصفة الحزم هشاشتهم وكسرت شوكتهم، في أعقاب قيام الجماعات الحوثية مدعومة من النظام السابق بمحاولة إقصاء السلطة الشرعية والسيطرة على مقدرات اليمن. العملية العسكرية واسعة النطاق ضد المتمردين الحوثيين في اليمن تسير في أسبوعها الثالث من نجاح إلى نجاح وأدت إلى إلحاق أضرار كبيرة بالقدرات العسكرية للمسلحين الحوثيين الذين يسيطرون على أجزاء واسعة من اليمن.
دلالات نجاح عاصفة الحزم وشرعية أهدافها تمثّلت في حصول العملية بسرعة على دعم دولي واسع لاسيما من الولايات المتحدة والجامعة العربية التي أكد أمينها العام نبيل العربي التأييد التام للعملية العسكرية التي قال إنها ضد أهداف محددة لجماعة الحوثيين الانقلابين».
اللافت أن عجلة الحياة تدور بوتيرتها الطبيعية في الداخل السعودي بينما آلة الحرب تدافع عن الحق وتنصر الشرعية في الخارج اليمني في تناغم يحسب لقيادة هذه البلاد العظيمة التي تضرب أروع الأمثلة في الإدارة السياسية وقيادة العملية التنموية. عاصفة الحزم ملحمة بطولية تقودها المملكة واختبار نجحت فيه لحمتنا الوطنية التي ضربت أروع مثل في الوعي وإدراك عظم المسؤولية ولعل ما فعله المواطن السعودي ووعيه الكبير بمجريات الأحداث كتب نجاح العمليات قبل أن تبدأ ووأد مخططات الحاقدين في مهدها.