ماجد البريكان
حملات الخير هي العنوان الأبرز في سجل مبادرات المملكة الناصع في الداخل العزيز أو الخارج الشقيق منه والصديق، وتظهر حملة «خلونا نحييها» في موقع بارز وسط تلك المبادرات التي توثق عطاء أبناء الوطن العزيز. خلونا نحييها، تلك الحملة التي تهدف لتوعية وتثقيف المجتمع بأهمية التبرع بالأعضاء، والتي انطلقت مؤخراً بتوجيه من أمير المنطقة الشرقية، صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وبتنظيم من جمعية تنشيط التبرع بالأعضاء (إيثار) بالمنطقة الشرقية، بالتعاون مع المركز السعودي لزراعة الأعضاء بالرياض، يشارك فيها أكثر من 60 جهة حكومية وخاصة وهو ما جعلها أكبر حملة على مستوى المملكة والخليج العربي.
يعزز من تفاؤلنا بنجاح الحملة ما تلقاه من مباركة من أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، ورعايته ودعمه اللامحدود لأنشطة الجمعية وحرصه على إقامة هذه الحملة في المنطقة الشرقية، كما عهده أبناء المنطقة داعما ومساندا لكل مناشط الخير.
هدف الحملة النبيل والمتمثل في توعية جميع شرائح المجتمع بأهمية التبرع بالأعضاء من الأحياء والمتوفين دماغياً لصالح المرضى الذين يعانون من الفشل العضوي، هذا الهدف كان كافياً لاستقطاب صناع الخير من كافة الفئات لدعم الحملة وإكسابها الدعم الذي تستحقه، على المستويين الشعبي والرسمي.
اللافت في الحملة كذلك توضيح النواحي الشرعية والاجتماعية والصحية والاقتصادية المتعلقة بالتبرع بالأعضاء لتشجيع المجتمع على دعم رسالة التبرع بالأعضاء، وسد الباب أمام دعاوى وفتاوى قد تشوه هدف الحملة النبيل، وعزز ذلك تأكيد رئيس مجلس جمعية تنشيط التبرع بالأعضاء والمشرف العام على الحملة الشيخ عبدالعزيز بن علي التركي، بأن الحملة ستستمر عاماً كاملا في محافظات المنطقة الشرقية، وسيتم تنظيم ندوات طبية وشرعية، لبيان أهمية التبرع وإزالة اللبس، الذي قد يطرأ على المتبرعين.
الحملة تخرج من رحم القيم المجتمعية النبيلة، وتترجم مبادئ الإيثار وتشعل روح الحس الوطني، وتبرهن بصدق على أهمية نشر ثقافة العمل التطوعي الخيري، وكلها أهداف تستحق دعمها والوقوف خلفها.
إنسانيتنا في اختبار حقيقي مع وجود مثل هذه الحملة، وكلنا مطالبون بالتفاعل معها والمشاركة في إنجاحها؛ باعتبارها حملة إنسانية موجهة لبيان أهمية التبرع وإنقاذ الحالات الكبيرة من المرضى في المستشفيات، ولننحي جانباً أي توجهات سلبية أو كسلية قد تحول بيننا وبين هذا الواجب الإنساني.