عبدالله العجلان
قابلت في حفل افتتاح مركز الرس لرعاية الاطفال المعوقين الاستاذ خالد البلطان وقد شاهدته هذه المرة على غير ما اعتدناه في المجال الرياضي مبتهجاً وسعيداً وهو يرى دعمه يثمر مشروعا انسانيا خيرا له اهميته ودوره البارز والحيوي في خدمة الاطفال المعوقين في منطقة القصيم علاجاً وتعليماً وتأهيلا مجانياً متطورا، الأهم من ذلك انعكاس هذا المنجز على اهل الاطفال المحتاجين لهكذا رعاية وعلى الرس والمنطقة بصفة عامة..
أكتب عن هذا المشهد وعن خالد البلطان تحديدا لايضاح الفارق الكبير بين مردود ما دفعه في المجال الرياضي من مئات الملايين دون ان يلمس اثرا ايجابيا سواء ممن ذهبت اليهم هذه الملايين او الوسط الرياضي الرسمي والجماهيري أو المجتمع اجمالا، وبين ما وجده تبرعه ببناء المركز من شكر وثناء واحتفاء وتقدير من الامير سلطان بن سلمان رئيس مجلس ادارة جمعية الاطفال المعوقين وكافة منسوبيها ومن الأمير فيصل بن مشعل أمير منطقة القصيم واهالي المنطقة بمختلف فئاتهم واهتماماتهم، وكذلك تأثيره المباشر وفائدته العظيمة على الاطفال أنفسهم.
لانني اتشرف بالعمل في هذه الجمعية وفي مركز الملك سلمان بمنطقة حائل فانني ادرك معنى وقيمة مثل هذه المشاريع الانسانية واسمع سيل الدعوات التلقائية المعبرة والصادقة التي تتردد يوميا لمعالي الدكتور ناصر الرشيد الذي تكفل جزاه الله خيرا ببناء المركز قبل تسع سنوات، واتطلع واتمنى في نفس الوقت ان يعيد الكثيرون من الداعمين في الشأن الرياضي حساباتهم وطريقة وقنوات تبرعاتهم ليستثمروا جزءا منها، ولا اقول جميعها لوجه الله وفي اعمال الخير والبر وخدمة المجتمع والوطن.
اقولها من محب: لا مقارنة بين من ينفق في سبيل الله لينتظر ماعنده سبحانه في ميزان حسناته اضافة الى محبة واحترام ودعاء الناس له ،واخر ينفق اضعافها على كرة قدم ضررها اكثر من نفعها، ولا يجني من ورائها غير الهم والغم والمشاكل وزيادة رصيده من الصراعات والاساءات والاعداء..!
هنيئاً للوطن .. شكراً للهلال
لم يكن توقيع اتفاقية الشراكة بين منظمة اليونسكو ونادي الهلال بالحدث العادي الا عند اولئك الذين يجهلون او يتجاهلون ماذا تعني الشراكة؟ وماذا يعني اختيار الهلال السعودي ليكون ممثلا لاندية الشرق الاوسط في هذه المنظمة العالمية؟ بل ان الكثيرين لا يفقهون شيئا عن اليونسكو وما هو دورها؟!
في البداية لابد من التعريف باليونسكو خاصة بعد ان اصبح البعض وللاسف من بينهم اعلاميون يخلطون بينها وبين اليونيسف، اليونسكو هي وكالة متخصصة بالتربية والعلم والثقافة تابعة لمنظمة الأمم المتحدة، ومن اهدافها المساهمة باحلال السلام والأمن عن طريق التعاون بين الدول في مجال التربية والتعليم والثقافة، ويتبعها 191 دولة ولها 50 مكتبا والعديد من المعاهد حول العالم، وللمنظمة خمسة برامج اساسية هي: التربية والتعليم، والعلوم الطبيعية، والعلوم الانسانية والاجتماعية، والثقافة، والاتصالات والاعلام، ولهذا السبب قلنا ان شراكة احد الاندية السعودية مع منظمة دولية بهذا الحجم وبهذه التوجهات تمثل لنا كسعوديين قيمة وطنية وانسانية لا تقدر بثمن ولا يوازيها أي منجز رياضي آخر.
المشكلة أن منظمة تابعة للامم المتحدة تثمن وتنصف تاريخ ومكانة ومستوى نادي الهلال، واختارته من بين مئات الاندية في الشرق الاوسط لانها ترى فيه انه الصرح الرياضي والاجتماعي والثقافي المؤهل والجدير بان يكون سفيرا لها في منطقة شاسعة ومهمة من العالم، اقول المشكلة ان لدينا وزارات وقطاعات ووسائل اعلام حكومية واهلية تعاملت مع الحدث وكأنه يجري في قارة اخرى، او انه لا يشكل اية اهمية للوطن بوجه عام، في وقت اهتمت وتفرغت فيه لاخبار هامشية وقضايا كروية تافهة ..
شكرا لكل من قدم ودعم وساهم في تأسيس وبناء نادي الهلال ونقله الى ماهو اسمى من صراعات الرياضة ليكون لنا وللوطن مصدر فخر واعتزاز، وللانسانية مؤسسة حضارية للتربية والتنمية والمعرفة ونشر المحبة والسلام.