د. خيرية السقاف
أحق الأصوات أن يتجلى في الوطن الآن هو صوتهن
صوت محاضن الوطن
تقرّ النساء رسالتهن فيه وله..
فهن المحاضن تعد الأبناءَ بقيم الوطن للوطن..، بحبه أداءً بلا مقابل،..
بالإحساس به واجباً في مسؤولية بلا تردد..
بصوته أزيزاً كالمقاتلات من الطائرات بلا وجل..،
بعنفوانه زئيراً كالداكات من عتاد الأرض بلا ملل..،
بكفوف رطبةً تزرع فيهم الود لذرات ترابه..،
بعيون شغوفةً تسقي عروقهم بحب فدائه..
بلسان يرتب في أعماقهم أبجدية الانتماء إليه..
تدفعهم للتجنيد، وللانخراط في حاجة الوطن قبل حاجتهم...،
تبث فيهم طاعة المثول لندائه في لحظة غفوتهم ..، وثانية يقظتهم.. نهوضاً في لمحة، لا نكوصا..
فالوطن قبل اللقمة..، والهندام..، وكأس الماء..، وزجاجة العطر..، وماركة الساعة، والحذاء، وفريق الكرة، ومُنتِج الهاتف..، وتاريخ الميلاد..!!
الوطن البئر والدلو، والوسادة والفراش، والمركبة، والرغيف..، وكريات الدم، وأكسجين الرئة..!
الوطن قبل النفس..، وبداية الاسم، وعرق القبيلة، وما بعده تتساوى منازل الشوق في الذات..!
الوطن هو الشوق الأكبر، والحب الأعظم..، والخفق الأبقى..
أما الآن الذي له، فهو وقت أمهات العصر قبل غيرهن..
ليلفظ أبناء الوطن عنهم الأردية المخملية، وقبعات الطيف..!
الآن وقت الوطن، وأمهات النفوس، ومحاضن القوة..
الآن وقت أن توقظ الأمهات أبناءهن، لتنتصب قاماتهم على أطراف الأصابع، يتحفزون للوطن..
بمعنى الوطن في الوجدان، والفكر، والحس، ومفتاح الدار، وصدر المجلس، ودلة القهوة، ودلو الماء..!
أما وقد أفتى «المفتي» بضرورة الجهاد،..
فليكن ثاني الأصوات مع صوته صوت الأمهات..
ليبسط الصوت بين يدي الوطن..،
فكل مولود في محضن، وكل وليد في مرتع، وكل صبي في ملعب، وكل شاب في طريق، وكل رجل في مضماء تصنعهم قلوب الأمهات عتاده..
ليكونوا حجارة في سور يحميه، وبناء يحيطه، وعضد يسنده ، وصدر يتدرع به...
فتجنيدهم أول حرف في لغة حب الوطن..،
في قاموس الإحساس به،... وغاية الحفظ في أمنه.
فالله يحرسه..