الرس - منصور الحمود - حسين الصيخان / تصوير - صالح العقيل:
دشَّن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم، أمس الأول المقر الجديد لمركز رعاية الأطفال المعوقين بمحافظة الرس، في الحفل الخطابي الذي أقامته إدارة جمعية الرس في المخيم المخصص للحفل، وسط حضور كبير من المدعوين يتقدمهم محافظ الرس الأستاذ محمد العساف وعدد من مسؤولي الدوائر الحكومية والأهالي والأعيان. قدم فقرات الحفل المذيع يوسف العوفي وقام بالترجمة لذوي الاحتياجات الخاصة المتخصص الأستاذ سلطان محمد الحمود، حيث بدأ الحفل بأي من الذكر الحكيم ثم كلمة رجل الأعمال الشيخ خالد عمر البلطان -صاحب مبادرة دعم إنشاء المركز- قال فيها: «في البداية أرفع أكف الحمد والثناء إلى الله العلي القدير بأنه بفضله وتوفيقه منّ علينا بإنجاز هذا الصرح الخيري الذي نتطلع بمشيئة الله منه مستقبلاً أن يلبي احتياجات أطفالنا المعوقين في محافظة الرس وما حولها»، وأضاف.. «لقد تشرفت بإتاحة الفرصة لي للمشاركة في مساندة رسالة جمعية الأطفال المعوقين، خلال دعم إنشاء هذا المركز، وليكون إضافة جديدة لمظلة الخدمات في المنطقة في إطار مسيرة التنمية الشاملة التي يرعاها سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي العهد وسمو ولي ولي العهد -حفظهم الله- وأشاد خالد البلطان بالجمعية، وقال: «أنا من أشد المعجبين في أداء الجمعية واعتبرها جمعية عالمية تخدم فئة خاصة والتي تقدم خدمة نوعية والجميع يفتخر بوجودها». وتوجه البلطان بتحية تقدير وعرفان إلى الجمعية وسمو رئيسها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز والعاملين فيها على تبنيهم فكرة إنشاء هذا المركز، كما تقدم بوافر العرفان والامتنان إلى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم، ولمقام الإمارة وللجهات التي تفاعلت مع فكرة المركز.
ودعا البلطان أهل الخير لمساندة ميزانية تشغيل المركز قائلاً: «لا يخفى عليكم أن هذا المركز سيقدم خدمات رعاية علاجية وتعليمية وتأهيلية مجانية لأكثر من مائة طفل يومياً، الأمر الذي يتطلب توفير ميزانية تشغيل سنوية تصل إلى أكثر من مليوني ريال في المرحلة الأولى، وهو ما دعا الجمعية لتبنى نهج مميز يتمثل في إنشاء مشروع خيري استثماري يخصص دخله لدعم نفقات تشغيل هذا المركز، وإنني على ثقة -بمشيئة الله- أن أهل الخير من أبناء المنطقة لن يتوانوا عن تقديم ما يلزم من مساندة لتشغيل هذا المركز، من خلال تلك القناة المثالية التي تبنتها الجمعية».
كما أدلى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بحديث بهذه المناسبة وقال «إن المملكة بلد يتمتع بتميز استثنائي، لأنه قام على الإسلام بكل أبعاده ومعانيه ..إسلام القيم والتسامح وجمع الشمل.. الإسلام الذي تعلمناه من سيد الخلق محمد عليه الصلاة والسلام وليس الإسلام السياسي أو الاقتصادي أو الإعلامي».
وأضاف سموه أن أبلغ ما نقوله في الظروف الحالية أننا نعمل بمساندة أشقائنا على مواجه الفئات الضالة، مشيراً إلى أن المواطن يعيش حالة من الاستقرار والنماء والصفاء. ونقل سموه تحيات خادم الحرمين الشريفين إلى أهالي محافظة الرس ومنطقة القصيم، مشيراً إلى أنها منطقة الوفاء والرجال والأصالة والتاريخ. وقال سموه إن والدي الملك سلمان يؤكد أنه تشرف بحمل لقب خادم الحرمين الشريفين، ويسعده أن يكون خادماً لمواطني بلاد الحرمين الشريفين، كما يسعده أن المواطن يلقبه بالوالد سلمان. ووجه الأمير سلطان بن سلمان نصيحة للأجيال القادمة باستشارة أهل الخبرة وبخاصة الوالدين، مشيراً إلى أنه لم يندم يوماً على الالتزام بنصيحة والديه. في الختام تحدث صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان والذي أكد أن جمعية الأطفال المعوقين لا تقبل إلى على قدر من العناية والخدمة واكتسبت ثقة المجتمع ومساندته لما تميزت به من مصداقية وأمانة حيث وهي تؤدي دوراً وطنياً وتنوب عن أهل الخير والمجتمع في التصدي لقضية حيوية وفقاً لمعايير أداء راقية تشمل إنشاء مراكز للرعاية وتبني برامج توعوية للتصدي لأسباب الإعاقة ومن ذلك برنامج (الله يعطيك خيرها) للتعريف بأهمية الأمانة، كما تسهم الجمعية بمجال البحث العلمي في مجال الإعاقة من خلال مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، هذا المركز الرائد على مستوى العالم.
وأعرب سموه عن سعادته واعتزازه بافتتاح المركز العاشر من مراكز جمعية الأطفال المعوقين، داعياً أهل منطقة القصيم لمساندة مشروع الوقف الخيري لصالح المركز، إذ شرعت الجمعية في إنشاء مشروع خيري استثماري على أرض تملكها في مكة المكرمة يتضمن خمس مبان عبارة عن أبراج تجارية وسكنية ستخصص إيراداتها للإسهام في دعم ميزانية الجمعية والتي بلغت هذا العام 125 مليون ريال. وأشاد بمبادرة عضو شرف الجمعية خالد البلطان في مساندة هذا الوقف، وأعلن سموه إطلاق اسم الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز على القاعة الرئيسة في المركز، وأعلن عن إنشاء قاعة محاضرات وأنشطة بجانب المركز وأطلق اسم الأمير فيصل بن مشعل عليها.
ثم قام راعيا الحفل بتكريم أصحاب المبادرات المميزة في دعم مشروع المركز، وهم الشيخ خالد بن عمر البلطان لمبادرته الكريمة بدعم مشروع المركز في محافظة الرس وقيامه بدعمه ومساندته بشكل مميز للمشروع في مراحله كافة، والذي كلف عشرة ملايين ريال، كما تم تكريم وزارة الشؤون الاجتماعية وبلدية الرس لدورهما الملموس في تقديم الدعم للمشروع، ومكتب الزيد للاستشارات الهندسية لمبادرتهم بتقديم التصميمات المعمارية وأعمال الإشراف على المشروع تبرعاً، وجمعية المعوقين بمحافظة الرس لتعاونها وتبنيها فكرة المشروع.
وبالإنابة عن أطفال الجمعية وكل منسوبيها تشرف الطفل سلطان عبد الله الحربي بتسليم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم درعاً تذكارياً، تقديراً وعرفاناً، ثم تم التقاط صورة جماعية مع المكرمين بهذه المناسبة.
وفي تصريح صحفي لمحافظ الرس محمد بن عبد الله العساف، أكد أن المحافظة كانت في حاجة ماسة لمركز جمعية الأطفال المعوقين، ووصف المركز بأنه إضافة حضارية للمنطقة سيوفر الخدمات المتخصصة لهذه الفئة الغالية علينا.
وأوضح العساف أن رجال الأعمال في محافظة الرس خاصة ومنطقة القصيم عامة لهم أياد بيضاء في دعم الأعمال الخيرية بأنواعها. وأقول لهم: «إن الأطفال المعوقين لهم حق على الجميع، فكما أن الفقراء يحتاجون للدعم المادي فإن الأطفال المعوقين أولى بالدعم من غيرهم. فهم يحتاجون للتعليم والعلاج والتأهيل. وهم فئة غالية علينا جميعاً ويعيشون بين أحضاننا ومحلهم وسط قلوبنا».
هذا، وكانت فكرة المركز قد طرحت قبل سنوات عدة بالتنسيق مع الشيخ خالد بن عمر البلطان، حيث تبنت الجمعية تنفيذ المشروع تلبية لتوصية الدراسة الميدانية التي أكدت حاجة منطقة القصيم إلى برامج رعاية متخصصة لهذه الفئة، وأقيم المركز على مساحة خمسة آلاف متر مربع، وتبلغ طاقته الاستيعابية مائة طفل يومياً، ووصلت تكلفته الإنشائية والتجهيزية إلى عشرة ملايين ريال. ويقدم المركز منظومة من برامج الرعاية والعلاج والتعليم والتأهيل والتدريب والتوعية المجانية، إلى جانب الخدمات الاجتماعية والاستشارية للأطفال المعوقين وذويهم، إذ تبدأ الخدمات العلاجية بقسم الاستقبال، ومن ثم يحال الطفل إلى العيادات الاستشارية لإجراء الفحص العام والتشخيص من قبل فريق التقييم، وبعد تقييم حالة الطفل يتم وضع البرنامج التأهيلي المناسب لكل حالة على حدة، وتتكامل جهود عدد من الوحدات في تنفيذ برامج العلاج والتأهيل وهي: العلاج الطبيعي، العلاج الوظيفي، عيادات علاج عيوب النطق وعلل الكلام، وحدة الخدمة الاجتماعية وحدة السكن المؤقت للأطفال، ورشة الجبائر والأجهزة المساعدة.
أما البرامج التعليمية فتتضمن تلقي الطفل برنامجاً تربوياً تعليمياً داخل المدرسة بالمركز، والتي تضم ثلاث مراحل تعليمية، هي: الطفولة المبكرة، التمهيدي، الابتدائي، إضافة إلى الأنشطة المساندة (القرآن الكريم – معمل الحاسب الآلي، الورشة الفنية- غرفة المصادر). وفيها تطبق مناهج تعليمية متخصصة تتناسب مع حجم ونوعية الإعاقة وسن الطفل، وذلك بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، الأمر الذي يمكن الكثير من الأطفال من التأهل للالتحاق بمدارس التعليم العام بعد استكمال برامج التأهيل. وتتولى الوحدة النفسية العناية بالطفل وتقييم قدراته العقلية بواسطة استخدام مقاييس الذكاء من أجل تحديد عمره العقلي، مما يمكن العاملين مع الطفل سواء الأهل أو المعلمة من وضع أهداف تساعد على تطوير قدراته وتأهيله لتجاوز ظروف إعاقته والتعامل مع الآخرين. وإلى جانب وحدات القسمين الطبي والتعليمي يضم مبني المركز مبني الإدارة ويشمل الوحدات الإدارية والمالية والخدمات المساندة، وقاعة الاجتماعات. هذا، وقد بدأ التشغيل التجريبي للمركز قبل شهور عدة تمهيداً للافتتاح الرسمي، وتسابق أطفال محافظة الرس ومنطقة القصيم بوجه عام على الالتحاق بالمركز والاستفادة من برامجه المجانية.
في ختام الحفل تلقت الجمعية العديد من التبرعات النقدية استجابة لدعم الجمعية وأطفال الرس من حضور الحفل، في مقدمتهم تبرع رجل الأعمال الشيخ ضيف الله بن تركي الصالحي بمبلغ ثلاثين ألف ريال.