سعد الدوسري
من داخل اليمن، تأتيني هذه الرسائل، تطلب مني إيصال صوت شبابها المغيَّب، الصوت الذي يعبر عن رأيهم فيما يحدث اليوم، من محاولات لتمزيق وطنهم الممتد في التاريخ كالتاريخ.
عبدالهادي العصّار، من محافظة الجوف اليمنية، خريج جامعة صنعاء، ناشط شبابي، يعيش الأحداث في عمقها، ويقرؤها بعقل شاب يحافظ على التراب اليمني بكل ما أوتي من عاطفة.
عبدالهادي يقود حراكاً شبابياً بسيطاً ويمثل جمعية محلية لمناهضة العنف والإرهاب. وما يطرحه هو طرح يؤمن به شباب المحافظة وشباب كل المحافظات اليمنية:
* تقاس الأمم بوعي شبابها، فإن صلح الشباب صلحت، وان فسد الشباب بادت وماتت. وليس لامة على أخرى فضل الا بمقدار ما للشباب فيها من دور وأثر في التغيير والتطوير والتجديد. والشباب هم أساس النهضة وهم صمام الأمان وهم مصدر الانطلاقة، فبدون الشباب يكون الانطلاق بطيئاً، واستقرار المنطقة والمجتمع والدولة والأسرة مرهون باستقرار الشباب.
ويعلم الجميع بأن الاحداث الحالية في اليمن لم تأت صدفة، بل جاءت نتيجة تراكمات تاريخية من الاحقاد والظلم والقهر والاستبداد والتهميش والتجاهل والاهمال من قبل النظام السابق والحكومات المتعاقبة والمشايخ والاحزاب في اليمن، جاءت نتيجةً لتهميش وتجهيل واقصاء وتغييب الشباب، وخاصة في المحافظات الريفية كمحافظة الجوف وغيرها من المحافظات اليمنية.
لقد قام النظام السابق باستهداف تلك المحافظات وابنائها بسياسة التهميش والاقصاء والتجهيل الممنهج، وترك شبابها فريسة لثالوث الجهل والتخلف والفقر والحرمان، ووضعهم في عزلة عن العالم، وجعل تلك المجتمعات كمناطق بدائية لم يدخلها عوامل التحضر والتطور.