مندل عبدالله القباع
كما هو معلوم أن الرياضة ممثلة في كرة القدم أصحبت لغة الشعوب والتعارف والتقارب جمعت هذه اللعبة السحرية المدورة «كرة القدم» جميع الشعوب في منافسات مختلفة على مدار العام، فأصبحت كل دولة تبحث عن نصيبها لعلها تظفر بالفوز في هذه المسابقات والمنافسات وتبذل الغالي والنفيس في سبيل تحقيق الفوز؛ فأنشأت الملاعب الرياضية على أعلى المستويات والتجهيزات.
ومن هذا الإطار اهتمت المملكة العربية السعودية بالرياضة والرياضيين منذ ستين سنة عندما بدأت الرياضة بداية متواضعة لقلة الإمكانات المادية والبشرية والفنية، إضافة إلى عدم إقبال الشباب في ذلك الوقت على الرياضة ولعبة كرة القدم إلا بنسبة قليلة في بعض المدارس والأحياء الشعبية، وعندما دبت التنمية في المملكة وفي جميع مناحي الحياة التعليمية والصحية والأمنية والاجتماعية أخذت الرياضة نصيبها من هذه التنمية بداية من وزارة الداخلية ثم وزارة المعارف ثم وزارة الشئون الاجتماعية حتى استقلت وأصبحت (رئاسة عامة لرعاية الشباب)، فجهزت الملاعب الرياضية والاستادات الرياضية واستأجرت مقار الأندية ثم تلا ذلك إنشاء الأندية الرياضية وامتلاكها من قبل الأندية في مختلف مناطق المملكة، وأصبحت الملاعب داخل هذه الأندية التي تحولت إلى مراكز إشعاع في المجال الرياضي والثقافي والاجتماعي، وقد حظي الجانب الرياضي بالنصيب الأكبر اهتمام بالأندية المتمثل في كرة القدم وأصبحت هذه الأندية وخاصة الكبيرة فيها -بالاعتماد بعد الله- على أبناء الوطن رغم قلة الإمكانات المادية التي تصرف للاعبين كمكافأة، وخاصة بعد الفوز ولم يكن هناك لا مرتبات عالية ولا سيارات فارهة ولا احتراف كما هو حاصل الآن وإن لم يطبق بمعناه كما يطبق في دول أوروبا وأمريكا. بعد هذا الوقت اتجهت البوصلة في هذه الأندية إلى اللاعب الأجنبي الذي كان من أشهرهم في البداية اللاعب البرازيلي ريفلينو (ريفو) الذي تعاقد معه الهلال، فكان له صولات وجولات في الملاعب السعودية، ثم توالى بعد ذلك اللاعبون الأجانب، ولا يكاد يخلو ناد سواء في الدرجة الممتازة أو الأولى أو الثانية... الخ إلا بين صفوفه لاعب أجنبي وهذا اللاعب الأجنبي لا يحضر إلا بتكلفة بملايين الريالات، وتذاكر وسكن ومواصلات ومرتب شهري وعقد مؤخر، غير السمسرة وأغلب هؤلاء الأجانب قد يفشل بمجرد إخفاق النادي بالفوز، فيعود هذا اللاعب إلى بلده الأصلي ظافراً بالملايين من الريالات كحال المدربين الأجانب. وأصبحنا مصابين بهوس اللاعب الأجنبي، الذي قد لا يفرق عن اللاعب العربي، الذي قد يكون أفضل منه وأقل تكلفة في عقده ومرتبه ومؤخر عقده؛ فهذا اللاعب العربي (السوما) (والشافي) (وأبو هشهش) (وحسن الطير) وغيرهم من اللاعبين العرب قدموا أفضل المستويات احترافياً وفنياً، وكانوا سبباً في تقدم فرقهم وفوزها، وارتفاع ترتيبها عكس اللاعب الأجنبي،يكفي أنهم مسلمون وأقرب لعاداتنا وتقاليدنا الإسلامية الصحيحة فليت فرقنا تحذو حذو هذه الفرق التي تعاقدت مع نجوم عرب.
آخر الكلام
يقول الكاتب أنيس منصور (مأساة عندما تقصد الحب وعندما تجده مأساة).