مندل عبدالله القباع
تنعم المملكة منذ توحيدها على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بالأمن والرخاء والاستقرار ومن سياستها عدم التدخل في شؤون الآخرين وفي نفس الوقت لا ترضى أن يتدخل أحد في شؤونها الداخلية وتتسم سياسة المملكة بحسن الجوار مع جيرانها من الدول على الحدود الشمالية والحدود الجنوبية وتربطها باليمن روابط حسن الجوار وصلة الرحم والدين الإسلامي الحنيف ولم يسبق أن تدخلت المملكة في شؤون اليمن رغم ما كان يشوب هذه العلاقة من تسلل بعض الأفراد اليمنيين إلى المملكة عبر الحدود وقد باركت المملكة مبادرة الخليج العربي وانتخاب عبدربه هادي منصور رئيساً لليمن وقد وقع وبارك هذه المبادرة علي عبدالله صالح الرئيس اليمني السابق المخلوع والمجرم.
ولكن ما حدث في الفترة الأخيرة عندما بدأ الحوثيون وأنصار علي عبدالله صالح يحاصرون بعض المدن صنعاء وتعز وأدلب ومأرب حتى بدأوا الاقتراب من عدن ويسيطرون على المطار وينهبون المجمع الرئاسي ويعتقلون وزير الدفاع ووزير الخارجية اليمني الذي أعلن أن سقوط عدن سوف يكون بداية لحرب أهلية في اليمن إلا أن الرئيس السابق وبدعم ومساندة من إيران وحكام الملالي إلا أنه انضم للحوثيين وبدأ حرب عصابات مدعومة من إيران التي بدأت بالتدخل في الشأن اليمني بصورة سافرة منذ حوالي سنتين.
وقد بدأت حركة الحوثيين في عام 1992 عندما بدأ حسن الحوثي الانقلاب على الشرعية ونادى بالمذهب الاثنا عشري الزيدي وازداد ارتباطهم بإيران حيث يعيش أغلبهم في الشمال اليمني وهم يشكلون شريحة من شرائح الشيعة واستمرت إيران في دعمهم بالسلاح والعتاد والأموال والوقود والكهرباء وبعد أن قتل حسين الحوثي تحالفوا مع علي عبدالله صالح باعتباره رئيس المؤتمر الشعبي العام فبدأ بحرب العصابات وتقتيل الأنفس خاصة من يعتنقون المذهب الشافعي وسيطروا على بعض المدن حتى وصلوا إلى صنعاء واحتلوا مطارها واستولوا على القواعد العسكرية وقاموا باحتجاز الرئيس اليمني عبدربه هادي منصور تحت الإقامة الجبرية وطلبوا منه الاستقالة القصرية وقد وجه الرئيس اليمني نداءه لدول الخليج لمساندته ومساعدته دعماً للشرعية وإنقاذ اليمن مما هو فيه.
وقد طلبت دول الخليج جميع الأطراف بالاجتماع في الرياض ورفض الحوثيون ذلك وكذلك رفضوا الجلوس على طاولة الحوار في قطر لإحساسهم بأن دور إيران سوف يزيد في انتشار المد الشيعي في اليمن وذلك بمساندة الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.
ولم يكن أمام المملكة ودول الخليج إلا التدخل العسكري في اليمن دعماً للشرعية واستجابة لقرار وزراء الخارجية العرب بالتدخل العسكري فقامت المملكة بدعم ومساندة دول الخليج وبعض الدول العربية والصديقة بعد أن نفد صبر المملكة بعد أن حشدوا الحوثيون وأتباعهم قواتهم في صعدة على حدود المملكة وقاموا بمناوراتهم عندها قامت المملكة بعملية عاصفة الحزم التي أيدها وساندها الشعب اليمني المغلوب على أمره واستمرت الضربات الجوية على مواقع الحوثيين حيث حاولت بالطرق الدبلوماسية والسياسية إصلاح ذات البين والهدف من ذلك هو مصلحة الشعب اليمني وعدم دخوله في حرب عصابات ومذاهب تنعكس على وضعه الاجتماعي والأمني والاقتصادي لكن ملالي إيران والرئيس المخلوع المجرم علي عبدالله صالح الذي سخر الأموال التي دفعتها المملكة وبعض دول الخليج من أجل تنمية بلاده وتطويرها في جميع مناحي الحياة إلا أنه استغل هذه الأموال في الفساد وتشتيت الشعب ودعم الحوثيين بالمال والسلاح الذي استولى عليه عندما كان حاكماً للبلاد.
جاءت موافقة القمة العربية السادسة والعشرين في شرم الشيخ في ظل الظروف الاستثنائية وتطور الأوضاع في اليمن كان لابد من وضع حد لكل هذا حيث استمرت الغارات على مقرات الحوثيين في اليمن كما أيدت رابطة العالم الإسلامي هذه المبادرة وهيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية حيث قادت المملكة وحلفاؤها بضرب مواقع الصواريخ التي ضربت عدن وأعلنت المملكة أن الضربات لن تتوقف إلا بعد عودة الرئيس الشرعي عبدالهادي منصور واستتباب الأمن والوحدة في اليمن لأن ذلك من صالح اليمن وصالح المملكة في نفس الوقت باعتبارها جارة للمملكة واستقرارها من استقرار المملكة لأن المملكة يهمها بالدرجة الأولى الشعب اليمني الشقيق.
وقد سبق لإيران محاولة زعزعة أمن البحرين واستقرارها كما تدخلت في الشأن العراقي بصورة سافرة واعتبرت بغداد عاصمة طائفية لها حيث أشعلت الفتنة والتخريب في جميع مناطق العراق وخاصة الذي يسكنها السنة من الشعب العراقي وأيضاً في سوريا عن طريق حرب أنصار الله وفي لبنان أيضاً عن طريق حزب الله ولم تستوعب إيران أن هذا المد الشيعي لن يستطيع الوصول إلى ما ترمي إليه إيران وأن المملكة لن تسمح بأي شيء يمس أمنها واستقرارها.
والآن بدأت الأصوات تعلو طالبة عقد حوار بين الطوائف المتنازعة في اليمن ووقف القتال فهل هي مراوغة من علي عبدالله صالح الذي أوته المملكة وعلاجه من آثار الانفجار الذي تعرض له في بلده الأصلي في أحد المساجد هناك وهل سيكون له مكان في المؤتمر الشعبي للحوار الذي دعا إليه وهل سيكون هذا درس لإيران بالتوقف عن حلمها بالتوسع والسيطرة على اليمن.
إن هدف المملكة هو تجنب اليمن كارثة التقسيم وإعادة الأمن والاستقرار لليمن ومساندتها في التقدم والرقي والتنمية وقد جاءت عملية عاصفة الحزم استجابة لطلب الرئيس اليمني وبطلب من أمين عام الجامعة العربية بضرورة التدخل العسكري في اليمن حيث أن الوضع في اليمن قد بلغ حداً يهدد وحدته واستقراره وحمايته من الميليشيات المدعومة من إيران وقد أيد ذلك بعض دول الخليج الخمس وشاركوا في العاصفة بالعتاد والسلاح وبورك هذا التدخل العسكري من أمريكا وفرنسا وبريطانيا وتركيا وليبيا وإسبانيا وباكستان إلخ...
لقد كانت المملكة وما زالت وستظل الملجأ الآمن لدول الخليج ودول الجوار والدول العربية تعمل بكل جهودها من أجل وحدة أراضي تلك الدول والحفاظ على سلامتها وأمنها ولا تريد منها جزاء ولا شكورا ولكن حماية الإسلام والمسلمين والحفاظ على روح الأخوة والمحبة وعاصفة الحزم (درس لإيران ومن يساندها في البحرين والعراق وسوريا ولبنان واليمن عسى أن يعوا هذا الدرس بعدم التدخل في الشئون الداخلية لهذه البلدان وأن على إيران أن تكرس وتهتم بتنمية شعبها الذي يعيش دون الحياة المعيشية المتوسطة وأخيراً نقول إن المملكة بمكانتها الإسلامية والدينية والدولية وقوتها الأمنية والعسكرية لن تسمح بأي اعتداء أو تدخل في شئونها الداخلية والخارجية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وحكومته الرشيدة ونقول (اتق شر الحليم إذا غضب) (ووطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه).