مندل عبدالله القباع
الهلال من الفرق العريقة التي يشار إليها بالبنان في الوسط الرياضي وكان كل لاعب من الأندية المشهورة في مناطق المملكة يتمنى أن يلبس (الفنلة الزرقاء) لما شهده هذا النادي في السنوات الماضية من بطولات ورفع الكؤوس في مختلف المسابقات وكان لا يغادر أي مسابقة إلا ويتصدر ويحمل كأس هذه المسابقة، وخير شاهد على ذلك ما تحتفظ به إدارة النادي من كؤوس ودروع على مختلف الأزمنة وكم لاعب هلالي مخلص ما زال يحتفظ (بالميداليات) (الذهبية) التي وشح بها صدره أثناء استلامها من راعي الحفل وقد كبر هؤلاء اللاعبون وجاء من بعدهم من صغار اللاعبين وكبروا بعد أن مروا بالمرحلة التي مر بها من سبقهم من اللاعبين وحصلوا على ما حصل عليه غيرهم من (الميداليات الذهبية) وكل هذه الانتصارات تعطينا مؤشراً وهو مؤشر الإخلاص والتضحية من اللاعبين والإداريين، فكان اللاعبون يلعبون من أجل النادي ومن أجل اللعب نفسه وليس من أجل الاحتراف بالملايين حيث تصل دخولهم الشهرية من هذا الاحتراف مئات الآلاف شهرياً، ونحن هنا لا نحسد أحداً (فهذا رزقهم) الذي كتبه الله لهم ولكن نقول لهم (أين الإخلاص أين التضحية أين المحافظة على سمعة النادي أين البعد عن التحزبات والتكتلات أين المحافظة على التمارين والانصياع إلى تعليمات المدرب الفنية والالتزام بتعليمات المشرف على المعسكرات الداخلية والخارجية بعدم الخروج والدخول على المزاجية).
كذلك الإدارة من إداريين ومدير الكرة من رئيس النادي إلى أصغر مسئول إداري لـه حل وربط أين الانضباط السابق من الإداريين السابقين الذين كانوا ملاصقين للنادي وللاعبين يشرفون على كل كبيرة وصغيرة فيها مصلحة للنادي وللاعبين كان هناك حزم وشدة من أجل عدم التسيب والهرج والمرج بما ينعكس على مصلحة النادي واللاعبين من أجل العطاء وتحقيق النتائج في الفوز كما أن هناك خطاً أحمراً في عدم التدخل في عمل المدير الفني (المدرب) إلا في أقصى الحالات وبحدود معينة حتى لا تدخل الأهواء والأمزجة فاللاعب فلان من اللاعبين بدل فلان الآخر أما ما يخص المدرب واختياره فكان يتم اختياره بدون انفراد وسمسرة فالفيصل هنا في المدرب واختياره (المهارة الفنية في التدريب والسمعة العالمية).
وبهذه الحيثيات التي ذكرناها استقر وضع الهلال إدارياً وفنياً ولاعبين من الماهرين وأصبح شعار الإدارة واللاعبين (أن اللاعبين يلعبون من أجل اللعب ومن أجل النادي وتحقيق البطولات والكؤوس وليس من أجل الاحتراف لكسب الأموال وأن الإدارة وعلى رأسها رئيس النادي بعيدة عما يدور في أروقة النادي من إشراف ومتابعة وهذا ما جعل إدارة الهلال تنتكس ولاعبيها يخفقون ومدربهم يتبعهم في الإخفاق وبناء على هذه الحيثيات أخفق الهلال سنة بعد سنة خلال الأربع سنوات الماضية والنتيجة أصبح يشار إليه بالتدني والقرب إلى المؤخرة فماذا عسى هم فاعلون للاستفادة من هذه التجربة المريرة سواء إدارة النادي أو اللاعبون وقيامهم من كبوتهم وصحوتهم من تجربتهم المريرة التي انعكست أولاً وأخيراً على جمهور الزعيم الذي هو رأس مال النادي والنادي أولاً كما قلنا ملك لهذا الجمهور ولولا هذا الجمهور لما تحقق للنادي ما وصل إليه من بطولات.
آخر الكلام..
(يقول أحد المفكرين لا يهمني من يمتلك الجيوش لأن الإعلام هو من يضغط الزناد ويوجه الجيوش).