سعيد الدحية الزهراني

ليتك سلمان رأيت..

حين حانت ساعة الحسم..

حين أذنت بالحزم..

يا لنشوة العزم..

كان شعبك كله صفاً مصفوفاً..

كما لو كان درعاً على قلب رجل واحد.. اسمه سلمان..

ليلة الحزم سلمان..

لم يعرف التاريخ قط (ملكاً كمثلك)..

إنها ثارات الرجال.. إنه زهو الجبال..

حين قالها سلمان: هبّت عاصفة الحزم..

ليعلم الخونة أي منقلب ينقلبون..

وليعلم الواهمون بأي وطن يتربصون..

ليلة الحزم سلمان..

لم يكن ملكاً من لم يكن شعبه كشعبك..

لم يكن وطناً من لم يكن ملكه كمثلك ..

لم يكن عزيزاً معتزاً عظيماً متعاظماً.. من لم يكن سعودياً ليلتها..

ليتك سلمان مررت..

بأرواح شعبك ليلتها..

استحالت شهباً من لظى..

أو بوجوه شعبك حينها..

كانت موتاً حياً يبتلع الباغين والعدى..

ليتك أبا فهد مررت بشارع المتوترين عشيتها..

كان دماً سعودياً أخضرا..

يا لبشراك مليكنا..

لقد أتت عاصفة الحزم على زمرة الواهمين المرجفين..

في كل حدب ينسلون.. قبل الخائن والحوثيين..

فتركتهم كالعهن المنفوش..

لقد أقمتَ قيامتهم باكراً أبا فهد..

يا ملك الحزم..

وطنك سجية من نبل.. فلا تبتأس..

سر؛ ولك بكل روح سعودية حربة موت..

خض؛ بشعبك غاضبات البحور والأمواج..

شق؛ بجباههم قلوب الجبال..

قل؛ لأسامي المنايا.. أتيت بشعب يراك المنى..

ليتك تعلم أبا فهد..

أيُّ روح منحت لمن منحونك أرواحهم..

حين توجت رؤوسهم بالإباء..

فمثلك يعلم أيها العربي النبيل..

أن الرجل الشهم يموت حين يشتم حلماً من مذلة..

وأن دم الأنفة لا يجري إلا في وريد الكبرياء..

هي الحياة شرفاً وعزاً يطاول عنان السماء..

وإلا فموتاً كريماً عفيفاً باسم الإباء..

بشراك أبا فهد..

لقد صوبت إلى الأعادي وأنصافهم والكامنين والخاسئين..

سيفاً سعودياً كاملاً..

اصطفافاً وأطيافاً.. اختلافاً وائتلافاً.. تعدداً وتمدداً..

كأنك تسخر سلمان من زمرة الواهمين..

قائلاً لهم: هنا المملكة العربية السعودية..

هنا عظمة الوحدة والتوحد والاتحاد..

تأمل معنا أبا فهد:

سيفٌ بحجم وطن..

وطنٌ بأكمله استحال سيفاً..

هكذا بدا وطنك وشعبك ليلة العاصفة الحازمة الحاسمة العازمة..

وهكذا سيمضي إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها..

سلمان..

أعد قولك الحق.. إنا ظمئنا كثيراً كثيراً لهذا المقال..

ألست الذي قال..

نحن قومٌ نحمل قبور أسلافنا في الوجوه.. فأين المفر!

نحن قومٌ نحمل أحلام أجيالنا في العيون.. فمن أين للنور ماء النظر!

نحن قوم بلا وجنيتن..

نحن خدّام مليار مسلم لهم عندنا جنتين..

سلمان.. يا زعيم السجايا المثال..

لقد صبّ فعلك في العالمين المحال..

فاسقنا من رحيق الشهامة..

ورتل على العرب والمسلمين لحن الكرامة..

ليلة الحزم سلمان..

يا لصبح الوطن..

إنها ليلة بعمر..

إنها ليلة بألف شهر..

ليلتها أبها فهد.. لم يعرف المُلك مَلكاً كمثلك..

ليلتها أبا فهد.. صيّرت شعبك كله ملك،،