قبل ما يقارب ثلاثة شهور .. التقيت الصديق الشاعر المتفرد محمد إبراهيم يعقوب أثناء احتفالية جائزة السنوسي للشعر العربي بجازان.. كنا حينها في رحلة العدوة من جزيرة فرسان إلى جازن.. وأظن أن لرحلة البحر تأثيراً غريباً دفع بابن الصياد الذي أصبح وصيفاً لامير الشعراء للبوح بما استدرك لاحقاً طالباً عدم الإشارة إليه في أي كتابة إعلامية حين تنبه إلى أن من يحادثه صحافي!!
حاولت أن أستثمر تلك الحالة من البوح الشفاف التي لفّت العزيز «أبو عبدالرحمن» لإجراء حوار صحفي مباشر وشفاف، وأجزم بأن ذلك لو تم فيسكون مادة مثيرة للغاية خصوصاً ما يتعلق بنادي جازان الأدبي.. إلا أن رفضه للحوار دفعني إلى أن أدعوه لمواصلة الحديث لأقوم بتدوين مفاتيح حوار قادم .. فوافق على مضض كما ظهر لي.. المهم أن الحديث -الذي كان يهطل بغزارة أدهشت الصديق المشترك علي زعلة وهو العارف برفض الشاعر يعقوب للحوارات الصحافية- ضم جوانب شخصية تفصيلية خاصة جداً.. من بينها قصة التنبؤ لأحداث يراها واقعاً في مستقبل الأيام.. سارداً بالاستشهاد حكاية مشاركته في مسابقة أمير الشعراء التي قال في العام الذي سبق مشاركته: سأكون السنة المقبلة هناك... قاصداً منصة التصفيات النهائية .. وهو ما تم بالفعل.. ولولا الوعد الذي أخون جزءاً منه هنا اليوم لرويت ما هو أدل وأقوى وأجمل.. إلا أن ما أجده الآن صالحاً للنشر رغم الوعد والخيانة المباحة.. تنبؤه حينها بأن هناك حدثاً كبيراً ينتظره على بعد أشهر قليلة.
سألت محاولاً الاستزادة في التفصيل والاكتشاف، فأجاب راجياً إقفال الموضوع، إلا أنه تحت الإلحاح المزعج قال: صدقني لا أعرف ربما تكون جائزة كبرى ... قلت له: تقبل تهانيّ وتبريكاتي مقدماً.
وصلنا جازان وغادرناها بعد اختتام الفعالية... ليأتي معرض الكتاب معلناً فوز الشاعر محمد إبراهيم يعقوب بجائزة وزارة الثقافة والإعلام ..
بطبيعة الحال لم أهاتف العزيز محمد، ولم أهنئه بتلك الجائزة المستحقة... وإذا بالصديق المتألق مفرح الشقيقي يهاتفني لينقل إلي عتب شاعرنا يعقوب على عدم تهنئته ... أجبته بأن يبلغ «أبو عبدالرحمن» بأني لا أهنئ مرتين..!!