د. خيرية السقاف
هل علينا ألا نتحدث إلا عن الحرب نحن المفكرون الذين تُملأُ ضمائرُنا بأعباء البشر..
لئن كانت مسارات اللغات العديدة التي يتقاسمها الناس في عباراتهم أكثر وعورة, أو يسرا بهم، لبلوغ التقاطعات التي تلتقيهم ببعض...
فإن الحرب واحدة من وجوه العبارة في مقابلات ما في الحياة الراهنة من التقاسمات المشتركة..
وإننا إن تحدثنا في منأى عن عباراتها الصريحة.. نكون في محض غيابة..
فنحن مغرقون في معطياتها، ذات التشكيلات اللغوية النفسية، والفكرية, والوجدانية العديدة، هذه التي تتنامى قواميسها مع كل شروق شمس..!
إن ضمائرنا تفرغ كل عبارة على كفوف صفحاتنا...
وإن هذه الحروب وجه بشع للتعبير... يلاحق الثانية، واللمحة, والنبضة، والسكون..
والانخفاض في ارتفاع وتيرتها...
مع أنه يضطر إليها النطاسيون النبلاء ببشاعتها, الذين كما قلت قبلا يجدونها السَّفود الذي يحرقها، وإن أحرقوها بنارها..!
من جهة مقابلة يُوقِعُ فيها الجاحدون للحياةِ كلَّ العبارات البريئة بالنبل من آثام آثارها..
وإن لم يكن علينا أن نقتحمَ همسَ البوحِ عن وخز الحزنِ في غفلة السلام, هذه الغفلة التي تمر بالفضاءات كأسرابٍ..., لكننا نفعل..
نفعل في كل نقطة من تشكيلة حجم الحرف الواحد في عبارات تعبيرنا..
نفعل ذلك لأن رسالة الذين بأيديهم رسم الحروف, وإطلاق الفكرة من أقفاصها لم يُخلقوا إلا لأن يكون ميزان الكلام في أيديهم, وحرمة المداد في محابرهم نصبَ عدالةٍ.. ومنطلقَ صدقٍ..!!
لا مناص عن الواقع..
ولا نبل في الخروج عنه..
بين أيدينا تنطلق الأجنحة..
تندلق المحابر..
والعصافير تلتقم الحروف..!