عبد الرحمن بن محمد السدحان
* هناك فئة من البشر الممارسين للحراك الإعلامي خارج بلادنا لا يتردد أحدهم أن (يؤجَّر) عقله وضميره وقلمه (شققاً مفروشة) لمن يدفع الذهب والفضة إرضاءاً لهذا التيار أو تلك الفئة من (سماسرة) الرأي والاتجاهات المشبوهة والنوايا المزيفة، أولئك هم الذين يلعبون بالنار إعلامياً ضد بلادنا، في بعض الأمصار، عربية وأجنبية، لا يضرون إلا أنفسهم لكنهم لا يعلمون!
* * *
* لا يعلمون أنهم يستفزون بفعلهم المشين ضمائرَ الشرفاء من الناس في كل مكان!
* وأنهم يعتدون ويستعدون على شرف الكلمة وكرامتها في كل مكان وآن، ويسحبون بساط الحرية والحياء من تحت أقدامها.. وهم غافلون أو متغافلون!
* * *
* الله وحده يعلم أن المسيّرَ لممارساتهم الظالمة ضد بلادنا، أهلاً وأرضاً ونظاماً، قوم بلا قضية.. سوى الرغبة العمياء في (إسقاط) بعض الإحباطات.. تشهيراً بالنفس، أو إشهاراً للإفلاس المعنوي أو ابتزازاً لغنائم عاجلة أو آجلة!
* * *
* الله وحده يعلم، وهم لا يعلمون، أن المحرضَ الحقيقي لتلك الحماقات.. ليس الغيرةَ على نواميس حقوق الإنسان، بل لـ(حاجة) في نفس ألف يعقوب.. من (المؤلفة) أقلامهم، والمفخخة عقولهم، أو المحبطة مادياً (جيُوبُهم) يستثمرون هذا الحدث أو ذاك.. ليصنعوا منه شرارة، ومن الشرارة ناراً تؤلّب النفوس، وتستعدي العقول ضد بلد كبلدنا لا يأتي منه إلاّ كلُّ خير، ولا يُسِرُّ ولا يعلن.. إلاّ خيراً! إنهم يوقدون نار الفتنة، ويذكونها بـ(حطب) تناقضات وتراكمات ذاتية أو محلية أو مستوردة لا ناقةَ لبلادنا فيها ولا جملا!
* * *
* لقد قرأتُ أكثر من مرة وسمعت بعضَ ما (يسوّد) به البعض ضمائرهم في بعض تلك الأمصار فنال مني العجب كل منال!
فهناك شيء من الافتراء المغلّف أو المباشر على ديننا وتاريخ بلادنا.. لا يأتيه إلاّ جاهلٌ أو متجاهل!
* وهناك افتئاتٌ قبيح على كرامة شعبنا لا يقترفه إلاّ مجنون!
* بل إن في بعض الطروحاتِ المكتوبة والمسموعة والمرسومة عباراتٍ وإشاراتٍ قد تستحيى صحف (التابلويد) الصهيوني أن تنشرها ضد هذا البلد وأهله!
* * *
* المستفيد الوحيد من هذا الغثاء الإعلامي هم أعداء الإنسانية والفضيلة!
* نتمنى أن يستعيدَ الإعلامُ العالمي حريتَه وصوابَه.. خلاصاً من أزمة (الاختطاف) هذه لأفئدة الأبرياء والغافلين والمغفلين!
* نتمنَّى أن تنتهيَ بلا رجعة عاصفة رمل الكراهية الإعلامية ضد هذا البلد وأهله، فهي لن تحجبَ الشمس ولن تُعشيَ الأبصار، أو تكتم الأنفاس، إبطالاً كلمة الحق.. أو تعطيلاً لسطوة العقل!
* * *
* لنتذكر دائماً أننا لسنا ولن نكون أمةً بلا أخطاء، والتحدّي الحقيقي لنا، هو معالجةُ هذه الأخطاء والظهور عليها بإيجابية تمحو سلبياتها، فإن كان ما يُقال أو يُكتبُ عنَّا باطلاً، فالباطل يؤولُ إلى أهله، ومآله الزوال، طال الأمدُ أو قصُر، وإن كان في بعض
ما يكتب عنا أو يُقال شيء من حقيقة، فلتكن لنا معه وقفة صدقٍ تبدأ وتنتهي بالتقويم والإصلاح!.