د. خيرية السقاف
الحرب درس..، وابتلاء..
وهي للخير سبيل، كما أنها للشر باب..
حين يحزب الأمر، تحزم القوة،... فترسم خريطة الطريق نحو الهدف بروية الفاحص، وحكمة الخبير، ووعي المتمرس..
وهي آخر الحلول، ومبتدأ العلاج...
بين حرب «عاصفة الحزم»..، وحروب حديثة وقعت، وتقع بسعة المعمورة من أجل سيادة فئة، أو هيمنة دولة، أو استعمار طامع،..
بينها حرب رد حق، ونصرة مظلوم، وإعادة سلم، وحماية وطن، وكبح معتد، وبين تلك الحروب تتبدى أخلاقُ المحارِبين، والمحارَبين..
فالمحارِبون في « عاصفة الحزم» ذوو مبادرة ناصعة جلية، هادفة، لا تصدر عن أحقاد، ولا تعبر عن رغبة في إساءة..
أما المحارَبون الذين هم هدفها فظلمة، معتدون، يتناكبون في الأذى، ويتدافعون نحو الهيمنة..
وهم لا يبالون بأرواح، ولا مقدرات، ولا إرث، ولا حضارات، ولا بشر، ولا أرواح...
شأنهم شأن كل الظلمة المعتدين في حروب الإبادة للسيادة..!
والدنيا فيها السجال بين هؤلاء، وهؤلاء..
وفيها قوى الشر أعتى، مع أن قوة الخير هي محور الميزان، وعدالة الطبيعة في تكوين الرحمن...
دوماً تكون سلمية العدل، وحصاد الخيرية في الفئة الأولى أقوى، وأولى بالنصر من الأخرى..
يوآزرها وعد الله تعالى..
إذ مهما طال ليل مظلم بأناس مظلومين، سيأتي لهم الله بصبح يسفر، ونور يبلج..
إن «عاصفة الحزم» طارق خير في ليل أظلم باليمن، وأهله من أهله..
هي حرب للخير، ومن أجله..
هي آخر الحلول..
ومبتدأ العلاج..
ولأنها ليست للهيمنة، والسلب، والاعتداء، فقد جعلها الله ثغر عز، ورفعة، وهيمنة..وفخر..
فيا الله أمطر بها الغيث، ونجِّ بها البلد السعيد..