أبها - عبد الله الهاجري:
أكد المتحدث الأمني لوزارة الداخلية، بأنه عند الساعة العاشرة من مساء يوم الأربعاء الموافق 12 - 6 - 1436هـ، وأثناء أداء رجال حرس الحدود لمهامهم في إحدى نقاط المراقبة الحدودية المتقدمة بمركز الحصن بمنطقة عسير، تعرضوا لإطلاق نار كثيف من منطقة جبلية مواجهة داخل الحدود اليمنية، مما اقتضى الرد على مصدر النيران بالمثل، والسيطرة على الموقف بمساندة القوات البرية. وقد نتج عن تبادل إطلاق النار استشهاد العريف سليمان علي يحيى المالكي -تغمده الله بواسع رحمته وتقبله في الشهداء، وإصابة (10) من رجال حرس الحدود بإصابات غير مهددة للحياة، حيث تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج والرعاية الطبية اللازمة، والله ولي التوفيق.
من جهة أخرى أدت يوم أمس عقب صلاة العصر جموع من المصلين من أهالي المنطقة صلاة الميت بجامع الراجحي بمدينة أبها على شهيد الواجب سليمان علي يحيى المالكي والذي يعمل في قيادة حرس الحدود بمنطقة عسير برتبة عريف أربع طلقات، وذلك أثناء مرابطته ليلة الأربعاء بإحدى نقاط المراقبة الحدودية المتقدمة بمركز الحصن بمنطقة عسير، وذلك بعدما تعرض وزملاؤه لإطلاق نار كثيف من منطقة جبلية مواجهة داخل الحدود اليمنية.
وقد قامت «الجزيرة» بنقل التعازي والمواساة لذوي الشهيد بمنزلهم بحي الخالدية بمدينة أبها، الذي استشهد وهو يقوم بدوره في الدفاع عن الدين والوطن، مقدِّماً روحه فداء للمواطنين، ليحفظ الأمن ويصد من يحاول المساس بحدود وطننا، تاركاً خلفه ابنه «وائل» ليكون في قادم الأيام بطلاً وطنياً.
واستشهد العريف المالكي بعد أن قام بإرسال رسالة لأقاربه بأنه قد أتمَّ قبل ثلاثة أيام من وفاته، وهو بين الأطوار حفظ الجزء الثامن من القرآن الكريم، استشهد بعد أن تحدث ليلة وفاته مع والدته، وكأنه يُودعها ويطلب منها الدعاء له ولزملائه.
«الجزيرة» التقت بأقارب الشهيد سليمان، وكان واضحاً على محيا الجميع فخرهم باستشهاد «أبو وائل»، كانوا يقولون بصوت واحد: «نحن وسليمان فداء للدين والوطن»، نعتبر ابننا بطلاً، وهو يدافع عن تراب هذا الوطن الغالي، حيث عبَّر في البداية والده علي يحيى المالكي عن اعتزازه بما قدّمه ابنه سليمان من شهادة في سبيل الله، ثم تضحية لوطنه وتلبية لنداء قيادتنا الرشيدة، وقال: لقت تلقينا الخبر بكل اعتزاز من فجر الأمس، حيث تم إبلاغنا بذلك، وفور تلقينا الخبر ذهبنا لمحافظة ظهران الجنوب، حيث التقينا بقيادات حرس الحدود، وأخبرونا بقصة استشهاده، وأضاف العم علي: صحيح أن المصاب جلل في وفاة ابني، ولكن عزائي بأنه ذهب فداء للوطن، وهذا أقل ما سأقدمه لوطني، وأشار إلى أن ابنه سليمان يبلغ من العمر 31 ولديه من الأبناء ابن وحيد وائل عمره 8 سنوات، وقد التحق بالسلك العسكري في قطاع حرس الحدود منذ عشر سنوات.
كما عبَّر شقيقه الأكبر يحيى علي عن هذه المفخرة التي قدم إليها شقيقه الشهيد، وقال: أسأل الله أن يتقبله شهيداً. فقد قدّم شقيقي روحه فداء للدين ثم الوطن وتأدية لواجبه الوطني والعسكري، ولم يزدنا فراقه إلا اعتزازاً بهذا الوطن.
فيما عبّر شقيقه الأصغر حسين عن هذا الفخر بقوله: أحمد الله أن شقيقي قدم إلى ربه وهو يحمل وسام العزة للدين ثم الوطن.
وأما ابنه وائل، فقال لـ «الجزيرة»: والدي بطل، أتمنى أن أكون في أحد الأيام مثل والدي.
كما تحدث مع «الجزيرة» أبناء عمومة الشهيد وأقاربه، منهم الشيخ أحمد والأستاذ عبد الرحمن والأخ محمد عن شعورهم بالمفخرة لأبي وائل والذي عُرف عنه كل صفات الخير والصلاح، قريباً على زيارة الجميع، والالتقاء بهم، ولكن ما أذهب حزننا بأنه ذهب بروحه فداء للدين والوطن.
مشاهدات الجزيرة
* حين علمت والدته بخبر استشهاده أول عمل قامت به هو أنها قامت بأداء ركعتين لله.
* زوجة الشهيد هي الأخرى حين علمت باستشهاد زوجها ذهبت لتقرأ وِرداً من القرآن الكريم.
* وصل الخبر لزوجة ووالدة الشهيد حوالي الثالثة فجر أمس.
* آخر ظهور للشهيد كان في الساعة التاسعة من مساء الأربعاء، قبل وفاته بساعة، وكانت حالته: «اللهم انصر قواتنا، واحفظ مليكنا ووطننا وأمننا والمسلمين».. وكان واضعاً صورة الملك سلمان خلفية لحالته في الواتس آب.
* كان قد أنشأ قروب في الواتس آب لأقاربه، ويهدف القروب لحفظ القرآن الكريم، والتحفيز على ذلك والتشجيع، وكان قد أرسل لهم قبل ثلاثة أيام من استشهاده بشرى بإتمامه لحفظ الجزء الثامن من القرآن الكريم، وهو على الحد.
* كان الشهيد مستأجراً شقة له ولأسرته في مدينة الأمير سلطان بأبها.
* أبلغ زوجته قبل يومين بأنه لم يسدد قيمة وايت ماء بمبلغ 100 ريال، وطلب منها أن تسدد هذا المبلغ.
* يُعتبر الشهيد هو الابن الثالث لوالده، وله من الأشقاء يحيى وحسين، وشقيقتان.
* جميع من قابلت في العزاء ظهر على محياهم شعور الفخر والاعتزاز بالشهيد.
* يُعاني الشهيد من بعض الظروف المادية.. وتسكن أسرته في إحدى الشقق بمدينة أبها.