طراد بن سعيد العمري
عاصفة الحزم, حرب مشروعة وعادلة ومحدودة، وأيضا حرب ذكية Smart War، وهي كذلك لسببين: الأول، ذكاء في التخطيط واختيار الأهداف العسكرية والتكتيكية بعناية فائقة. الثاني، التوظيف الكامل للتقنية العسكرية في الحرب الإلكترونية والأسلحة لتحقيق إصابات فائقة الدقة. الحرب الذكية هي أحدث وأعقد أنواع الحرب، فلم تعد الوسائل التقليدية في المعارك مناسبة للتعامل مع الخصم. الحرب الذكية تقوم بفصل الرأس الذي يحتوي العقل الذي يفكر ويحلل ويصدر الأوامر، عن الجسد الذي يستجيب لتلك الأوامر. شاهدنا جميعاً خبر تعطّل المواقع الإلكترونية في اليمن، كان ذلك بمثابة الفعل الابتدائي في الحرب الذكية. ثم قامت قوات «عاصفة الحزم» باستهداف مراكز القيادة والسيطرة، ووسائل الاتصال، وضرب الدفاعات الجوية، ومنصات الصواريخ والمطارات، مما حقق سيطرة جوية كاملة على سماء المعركة.
لم تعد الأسلحة التقليدية أو اليدوية اليوم كما كانت في السابق، فالتقنية الحديثة المتطورة بشكل يومي باتت العمود الفقري أو لنقل الجهاز العصبي لكل الجيوش، ومن هنا وجب التفوق في الحرب تقنياً. الحرب الذكية التي تتصف بها «عاصفة الحزم» هي نتاج سنوات طوال من التدريب والتمرين والخبرة. ولذا، تشهد المعركة براعة قتالية تنعكس إيجاباً على مجريات المعركة ومن أهمها الدقة التي تقلل الخسائر في الأرواح والممتلكات المدنية، وهذا ما سنتطرق إليه مستقبلاً في «الحرب النظيفة». حفظ الله الوطن.