أ. د.عثمان بن صالح العامر
حمّل خادم الحرمين الشريفين في الكلمة التي ألقاها حين استقباله الثلاثاء الماضي أصحاب المعالي الوزراء، والقادة العسكريين السابقين، وأمراء الأفواج، ومشايخ القبائل وعددا من الأعيان والمواطنين، الذين قدموا لقصر اليمامة بالرياض من أجل السلام عليه - رعاه الله - حمّل المواطنين جميعاً مسئولية المحافظة على الأمن والاستقرار الذي تنعم به بلادنا المملكة العربية السعودية، وشبك بين أصابع يديه مرتين أو ثلاثا بياناً منه لأهمية هذا المطلب العزيز في هذا الوقت بالذات، فاللحمة والوحدة والتكاتف والتآزر والتلاحم بين أبناء هذا الوطن الذي نشرف بالانتماء له والعيش فوق ثرى أرضه الطاهر هو الضمان بعد توفيق الله وعونه لاستمرار هذه النعمة، وتحقق تماسك الجبهة الداخلية، ودعم المجاهدين والمرابطين في الثغور وعلى الحدود، وهو هنا - نصره الله وأمده بعونه وتوفيقه - يومئ إلى أهمية الدور الملقى على عاتق المواطن في حربنا ضد الحوثيين والفرس الصفويين الذين يقفون خلفهم ويتخندقون معهم في أرض اليمن السعيد.
إن الواجب على المواطن والقاطن المقيم بل حتى الزائر لهذه البلاد المباركة في هذا المنعطف التاريخي الصعب أن يكون منه وهو يعايش الأحداث ويتابع الأخبار ويقرأ الأفكار المسموعة والمقروءة:
* الاعتقاد الحازم بأن النصر من عند الله وحده، ولذا فلا بد من حسن الظن بالله وتحقيق التوكل عليه عز وجل في الأمور كلها، وإخلاص العمل له، والجزم بأن ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن وكل شيء عنده بمقدار، يعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير وهو على كل شيء قدير.
* الثقة في القيادة الحكيمة، وتجديد العهد لها، والوقوف معها، ونصرتها في القول والعمل فنحن في حرب، وللحرب وضعها الذي لا يخفى وظروفها التي تُخشى.
* تحقيق الحماية الحقيقية للجبهة الداخلية بتعزيز وحدة الصف وقطع دابر الإشاعات في مهدها، والتواصي بالصبر والمصابرة عبر وسائل الإعلام المختلفة، ومن خلال العالم الافتراضي بمفرداته المختلفة.
* الافتخار بما تحقق على يد جنودنا البواسل في الأيام الماضية مع عدم الاغترار بما تحقق من تقدم، والعجب بما نملك من سلاح وعتاد، والاستخفاف بالعدو، واستعجال النتائج، فللحرب سياساتها وإستراتيجياتها وللمواجهات والمنازلات ظروفها ومستجداتها، والعبرة بما يتحقق في النهاية التي نسأل الله عز وجل أن تكون كما خُطط لها وفي العاجل القريب.
* الاعتماد بعد الله على ما يصدر من تصريحات رسمية على لسان المتحدث الرسمي في مؤتمره الصحفي اليومي، فهو الوحيد المخول من قبل القيادة العليا للإدلاء بمستجدات الأحداث أولاً بأول، والبعد عن كل ما يشوش الذهن ويبلبل الأفكار ويهون العزائم ويؤثر في النفسيات.
* أخذ فتاوى هيئة كبار العلماء فيما يحدث مأخذ الجد، وعدم الاتكاء على تحاليل المجاهيل وأصحاب النزعات والأهواء وأقوالهم واجتهاداتهم.
* تعزيز الحالة النفسية للجنود في أرض المعركة، ورفع معنوياتهم وتحفيزهم بالقصائد والأشعار والكلمات والمقالات والشكر والامتنان، وتقديم المستطاع لهم خاصة من الأقارب والأصدقاء الذين تقع عليهم المسئولية المباشرة لرعاية أهليهم وأولادهم فترة غيابهم مرابطين في الثغور إن احتاج الأمر إلى ذلك.
* أخذ توجيهات مقام وزارة الداخلية مأخذ الجد ونشرها والاهتمام بالتوعية بها، وحث الناس على الالتزام بما ورد فيها.
* عدم نقل تحركات الجيش وما هو داخل أروقة صنع القرار عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الشخصية.
* شرح ما هو حادث لصغار السن بالأسلوب الذي يتوافق ومداركهم ويستطيعون فهمه بعيداً عن التفاصيل التي قد لا يحسن الصغار إدراكها.
* بُعد المبتعثين ومن يعيشون خارج حدود الوطن عن الدخول في نقاش وحوار مع غيرهم حيال ما يجري من أحداث؛ فقد يكون ممن تتحدث معهم من هو يقف في خندق العدو ويناصر الحوثيين والفرس الصفويين، فضلاً عن أن يبتعدوا عن التجمعات المشبوهة والمسيرات المختلفة.
* الإكثار من الدعاء والالتجاء إلى الله فمن عرف الله في الرخاء عرفه في الشدة.
حفظ الله قادتنا وحمى بلادنا وحرس حدودنا ووقانا شر من به شر ونصرنا في «عاصفة الحزم» وأعاد الأمن والاستقرار لليمن السعيد وجمع كلمة العرب ووحد صفوف المسلمين ودمت عزيزاً يا وطني وإلى لقاء والسلام.